وانقضت أوهام العمر

السيّد جمال محمّد صالح

وانقضت أوهام العمر

المؤلف:

السيّد جمال محمّد صالح


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-8629-13-7
الصفحات: ٤٣١

ـ « وما الذي فعلَته بعد ذلك؟ ».

ـ « وحينئذ أرادت أن تظهر من فضل أمير المؤمنين ما يخزي اللّه به أعداءه فقالت وكأ نّها تريد أن تستزيد من فضل أمير المؤمنين مع درايتها بفضله العظيم وقدره الإلهي ، وهي التي ما كانت لتخفى عليها سبحات الوحي وأنفاسه ، إذ كانت تجري وتنسرب في بيتها .. بيت أبيها رسول اللّه وتحضر حضور الوحي جبرئيل وتسكن إلى نفحات الربِّ الجليل : يا رسول اللّه زوجتني من فقير لا مال له؟ فأجابها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بما سمعت ».

وإذا أراد اللّه نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود

ـ « كما أخرج الخطيب في المتفق بسنده المعتبر إلى ابن عباس ، قال : لما زوج النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة من علي ، قالت فاطمة : يا رسول اللّه زوجتني من رجل فقير ليس له شيء ، فقال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضين أن اللّه اختار من أهل الأرض رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ».

ـ « وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضين أنّي زوجتك أول المسلمين إسلاماً وأعلمهم علماً ، وأ نّك سيدة نساء أُمتي ، كما سادت مريم نساء قومها ، أما ترضين يا فاطمة أن اللّه اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أبوك والآخر بعلك » (١).

ـ « جميل! ».

ـ « وكان رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد هذا إذا الم بسيدة النساء من الدهر لم يذكرها بنعمة اللّه ورسوله عليها ، إذ زوّجها من أفضل أُمته ، ليكون ذلك عزاء لها وسلوة

____________

(١) كنز العمال ٦ : ١٥٣.

٢٨١

عما يصيبها من طوارق الدهر ، وحسبك شاهداً لهذا ما أخرجه الإمام أحمد في ص ٢٦ من الجزء الخامس من مسنده من حديث معقل بن يسار أن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عاد فاطمة في مرض أصابها على عهده ، فقال لها : كيف تجدينك ، قالت : واللّه لقد أشتد حزني ، وأشتدت فاقتي وطال سقمي ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أُمتي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ».

ـ « وإذن فالروايات كثيرة؟ ».

ـ « بالتأكيد فإنّ الأخبار في ذلك متضافرة لا تحتملها نقاشاتنا هذه! ».

بعدها انتبهت إليه ، وأنا أقول :

ـ « أُريد أن أُخبرك بشيء .. إنّ أهل السنة والجماعة ينكرون الوصية محتجين بما رواه البخاري في صحيحه عن الأسود ، قال : ذكر عند عائشة ، رضي‌الله‌عنها ، أن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى إلى علي ».

قاطعني قائلا ً :

ـ « أين أخرجه البخاري .. أقصد هذا الحديث؟ ».

ـ « هذا الحديث ، أخرجه البخاري في كتاب الوصايا ص ٨٣ من الجزء الثاني من صحيحه ، وفي باب مرض النبي ووفاته ص ٦٤ من الجزء الثالث من الصحيح ».

ـ « ولا شكّ أنّك ستخبرني أنّ مسلم هو الآخر قد أخرجه في صحيحه؟ ».

ـ « بالضبط! فلقد أخرجه مسلم في كتاب الوصية ص ١٤ من الجزء الثاني من صحيحه ».

ـ « أكمل الحديث؟ ».

فقلت :

٢٨٢

ـ « إن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى إلى علي رضي‌الله‌عنه ، فقالت : من قاله؟ لقد رأيت النّبي وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فأنخنث فمات ، فما شعرت : فكيف أوصى إلى علي ».

عندها نظر إلي ، وهو يرشف آثار ابتسامة تساقطت آثارها على وجهه الذي غدا يمطر حالة من الأسف الحزين المشوب بشيء من التفكّه ، فقال :

ـ « قد تعلم أن الشيخين رويا في هذا الحديث : وصية النّبي إلى علي وذلك من حيث لا يقصدان ، فإنّ الذين ذكروا يومئذ أن النّبي أوصى إلى علي لم يكونوا خارجين من الأُمّة ، بل كانوا من الصحابة أو التابعين الذين لهم الجرأة على المكاشفة بما يسوء أُم المؤمنين ويخالف السياسة في ذلك العهد ».

ـ « ماذا تقصد؟ ».

ـ « دعني أكمل لك ما أُريد قوله! .. ولذلك ارتبكت رضي‌الله‌عنها ، عندما سمعت حديثهم ارتباكاً عظيماً يمثله ردّها عليهم بأوهى الردود وأوهنها ».

ـ « هل يمكنك أن تثبت ادعاءك هذا؟ ».

ـ « أجل ، فلقد قال الإمام السندي ـ في تعليقه على هذا الحديث من سنن النسائي ص ٢٤١ من جزئها السادس ، طبع المطبعة المصرية بالأزهر ـ : ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك ، ولا يقتضي أنّه مات فجأة ».

ـ « هو الذي يخبر بهذا؟ ».

ـ « .. وهل ترى أنا الذي أُخبر به؟ فلقد تابع كلامه وهو يقول : .. فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور ، فكيف وقد علم أنّه علم بقرب أجله قبل المرض ثُمّ مرض أياماً إلى آخر كلامه ، فأمعن النظر فيه ، تجده في غاية المتانة؟ ».

٢٨٣

ـ « وهل يمكنك أن تستدل على ما تقول من نفس صحيح البخاري أو مسلم؟ ».

ـ « سأخبرك ».

قاطعته وأنا أحاول اغتنام الفرصة ، وأكثّف عليه مقدار الهجمات :

ـ « أنا الذي سأخبرك هذه المرة ، استمع إلى ما يقوله البخاري في الصحيح عنها أيضاً ، وذلك من عدة طرق ، حيث أخرج في صحيحه ، أنّها كانت تقول : مات رسول اللّه بين حاقنّي وذاقنتي ، وكثيراً ما قالت : مات بين سحري ونحري ، وربما قالت : نزل به ورأسه على فخذي » (١).

ـ « انتهيت ، أم لك في الكلام أفادات أُخرى؟ ».

ـ « لا ، لم انته بعد! أما في صحيح مسلم ، فإنه كان قد أخرج حديثاً عن عائشة ».

ـ « ما الذي قالته؟ ».

ـ « قالت : ما ترك رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصى بشيء. وفي الصحيحين ».

ـ «؟!».

ـ « راجع كتاب الوصايا من كُلّ من الصحيحين ، تجد الحديث! .. وهو عن طلحة بن مصرف ، قال : سألت عبداللّه بن أبي أوفى : هل كان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى؟ قال : لا ، فقلت : كيف كتب على الناس الوصية ـ ثُمّ تركها ـ قال : أوصى بكتاب اللّه ».

____________

(١) صحيح البخاري : باب مرض النبي ووفاته.

٢٨٤

ـ « انتهيت؟! ».

ـ « .. وحيث إن هذه الأحاديث أصح من الأحاديث التي أوردتها لثبوتها في الصحيحين دون تلك المقدمة عند التعارض ، فإن عليها المعول ».

فقال لي :

ـ « أما أنا فأقول : إنّ وصية النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى علي لا يمكن جحودها ، إذ لا ريب في أنّه عهد إليه ـ بعد أن أورثه العلم والحكمة ـ بأن يغسله ، ويجهزه ، ويدفنه (١).

وكان يقول : سلام عليك أيّها النّبي ورحمة اللّه وبركاته ، أعز اللّه عزّوجلّ دينه ، وتمت كلمته ، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أَنزل اللّه إليه. ثبتنا بعده ، واجمع بيننا وبينه ، فيقول الناس : آمين آمين ، حتّى صلى عليه الرجال ثُمّ النساء ثُمّ الصبيان ، وأول من دخل على رسول اللّه يومئذ بنو هاشم ، ثُمّ المهاجرون ، ثُمّ الانصار ، ثُمّ الناس ، وأول من صلى عليه علي ».

ـ « الخبر يقول : أول من صلى عليه عليٌّ؟! ».

ـ « أجل! الخبر يقول أول من صلى عليه عليٌّ والعباس وقفا صفاً ، وكبرا عليه خمساً ».

ـ « لماذا؟ ».

ـ « لأ نّه هو الذي يفي دينه ، وينجز وعده ، ويبرئ ذمته ».

ـ «؟!».

ـ « والأخبار في هذا كُلّه متواترة ».

____________

(١) طبقات ابن سعد ٢ : ٦١ من القسم الثاني ، كنز العمال ٤ : ٥٤ المستدرك ٣ : ٥٩ ، ١١١.

٢٨٥

ـ « كما أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن قتادة : إنّ علياً قضى عن النّبي أشياء بعد وفاته كان عامتها عدة حسبت أنّه قال خمسمئة ألف درهم ، فقيل لعبد الرزاق : وأوصى إليه النّبي بذلك؟ قال : نعم لا أشك أن النّبي أوصى إلى علي ، ولولا ذلك ما تركوه يقضي دينه ويبين للناس بعده ما اختلفوا فيه » (١).

ـ « أما ما رواه البخاري عن ابن أبي أوفى من أن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أوصى بكتاب اللّه فحق ، غير أنّه أبتر ، لأ نّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أوصى بالتمسك بثقليه معاً ، عهد إلى أُمته بالاعتصام بحبليه جميعاً ، وأنذرها الضلالة إن لم تستمسك بهما. أخبرها أنهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض .. ومن ثُمّ فلِمَ لم يتقيد الخليفة الأول والثاني والثالث بالوصية بكتاب اللّه ( على حد زعم البخاري ) ، فلِمَ أوصوا بما أوصوا حتّى خلفتهم الدولة الأموية والعباسية وكان خلفاؤها أنبه وأذكى من رسول البشرية ومنقذها .. محمّد بن عبداللّه ، فما كان أحدهم ليموت إلاّ وكان قد أوصى بخلافة المسلمين إلى من يخلفه من ولده أو إخوانه او أيّما أحد اختاره ».

عندها استحوذ علي صمت غريب .. حتّى غدوت كأن على رأسي الطير وأنا الذي صرت لا أحير جواباً .. بل لقد تملكني الحياء مما قال ومما كنت أقول! بعدها استجمعت شتات أفكاري ، ولازمت موقعي ، وقررت مواصلة النزال حتّى أصل إلى ما يريده اللّه لي! فقلت له بعد أن تذكرت ما انستنِيَه حرارة النقاش :

ـ « إنّي لأراك قد ولّيت أم المؤمنين وأفضل أزواج النّبي صفحة إعراضك ، فاتخذت حديثها ظهريا ، وتركته نسيا منسياً ، وقولها هو الفصل وحكمها هو

____________

(١) كنز العمال ٤ : ٦٠ ح١١٧٠.

٢٨٦

العدل ، ولك مع ذلك رأيك ، فاصدع به نتدبره ، والسلام ».

ـ « إن لأم المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها ، غير أنها ليست بأفضل أزواج النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

ـ « ماذا تقصد؟ ».

قلت ذلك بلحن كان يتوهج بشيء من القساوة.

ـ « وكيف تكون أفضلهن مع ما صح عنها إذ قالت : ذكر رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خديجة ذات يوم فتناولتها فقلت : عجوز كذا وكذا ، قد أبدلك اللّه خيراً منها ، قال : ما أبدلني اللّه خيراً منها ، لقد آمنت بي حين حرمني الناس ، ورزقني اللّه ولدها ، وحرمني ولد غيرها ».

ـ « أي حديث آخر؟ ».

ـ « عن عائشة قالت : كان رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام ، فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً ، فقد أبدلك اللّه خيراً منها فغضب حتّى اهتز مقدم شعره من الغضب ثُمّ قال : لا واللّه ما أبدلني اللّه خيراً منها ، آمنت بي اذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني اللّه منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء » (١).

ـ « .. ونص على تفضيلها ، فقال : أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خير نساء العالمين أربع ثُمّ ذكرهنّ ، وقال : حسبك من نساء

____________

(١) صحيح البخاري ٣ : ١٧٥ كتاب النكاح ، باب غيرة النساء.

٢٨٧

العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وآسية امرأة فرعون ، إلى كثير من أمثال هذه النصوص وهي من أصح الآثار النّبوية وأثبتها ».

شعرت كأني قد أُلقمت حجراً! فلم أفه أو أعلق بأيما شيء واجتزأت بتوزيع ألوان من التحديقات هنا وهناك ».

ـ « ولا يسعك إلاّ أن تتتبّع حركات أم المؤمنين عائشة في أفعالها وأقوالها حتّى تجدها كما قال رسول اللّه ».

ـ «؟!».

ـ « أما إعراضي عن حديثها في الوصية ، فلكونه ليس بحجة ، ولا تسألني عن التفصيل ».

وعندما وجدته يستخدم معي مثل هذا الأسلوب نحوت منحى الاصرار واقتفيت آثار كلامه وخاطبته بلحن يحمل مغزى ومغزى :

ـ « إنّك ممن لا يدالس ولا يخادع. ، ولا يظهر غير ما يبطن ، ولا يرمي بسوء ، أو يتهم! وأنا والحمد للّه ممن لا يندّد ، أو يبحث عن عثرة ، أو يتتبع عورة ، إنّما أقفو آثار ضالتي التي أنشدها ، فسؤالي إياك عن التفضيل مما لا يسعني تركه ، وإجابتك إياي إلى البيان مما لابدّ منه فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ، وأبشر وقرّ بذلك منك عيونا ، لأنّ الذين يكتمون ما أنزل اللّه من البينات والهدى ».

ـ « اضطررتني إليه ، وأنت عنه في غنية تامة ، لعلمك بأنا من هاهنا أتينا ، إن هنا مشرع الوصية ، ومصارع النصوص الجلية ، وهنا مهالك الخمس والإرث والنحلة ، وها هناك الفتنة ».

٢٨٨

ـ « أفِدني بالنصوص؟ ».

ـ « لقد قال اللّه عزّ وجلّ مخاطباً نبيه الكريم : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ) (١). فهل كانت أم المؤمنين تراه (ص) ، لكتاب اللّه مخالفاً؟ وعن أحكامه صادفاً؟ معاذ اللّه وحاشا للّه ، بل كانت تراه يقتفي أثره ، ويتبع سوره ، سبّاقاً إلى التعبد بأوامره ونواهيه ، بالغاً كُلّ غاية عن غايات التعبد بجميع ما فيه ، ولا أشك في أنّها سمعته يقول : ما حق إمرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلاّ ووصيته مكتوبة عنده ».

ـ «؟!».

ـ « ولا كأن أم المؤمنين كانت قد سمعت نحواً من هذا .. فإنّ أوامره الشديدة بالوصية مما لا ريب في صدوره منه ، ولا يجوز عليه ولا على غيره من الأنبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين أن يأمروا بالشيء ثُمّ لا يأتمرون به ، أو يزجروا عن الشيء ثُمّ لا ينزجرون عنه ، تعالى اللّه عن إرسال من هذا شأنه علواً كبيراً ».

ـ « وهل تعني من هذا كُلّه أن رسول اللّه كان بحاجة إلى وصي؟ ».

ـ « لقد ترك رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الأشياء المستوجبة للوصية ما لم يتركه أحد من العالمين ، وحسبك أنّه تبرك بدين اللّه القويم في بدء فطرته وأول نشأته ، ولهو أحوج إلى الوصي من الذهب والفضة ، والدار والعقار ، والحرث والأنعام ، وإن الأُمّة بأسرها ليتاماه وأياماه المضطرون إلى وصيه ليقوم مقامه في ولاية أمورهم ، وإدارة شؤونهم الدينية والدنيوية ».

ـ « إذن .. فإنّك تدّعي استحالة وقوع مثل هذا الأمر؟ ».

____________

(١) البقرة : ١٨٠.

٢٨٩

ـ « إنه ليستحيل على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يوكل دين اللّه ـ وهو مهد نشأته ـ إلى الأهواء ، أو يتكل في حفظ شرائعه على الآراء ، من غير وصي يعهد بشؤون الدين والدنيا إليه ، ونائب عنه يعتمد ـ في النيابة العامة ـ عليه ، وحاشاه أن يترك يتاماه ـ وهم أهل الأرض في الطول والعرض ـ كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ليس لها من يرعاها حق رعايتها ».

كنت أصدق بكُلّ ما يقول .. ولكن صوتاً عظيماً كان يعمق صراخه في أعماقه ، يهتف بي .. أخرس أيها الأبله .. لا تطعه .. ولا تغرّنّك أحاديثه .. إنك لست بالأحمق حتّى تذهب بتراث الأجداد في لحظة واحدة .. ترى ما الذي ستقوله لمن حولك من الأصحاب.؟ وما الذي ستخبر به أهلك فيما بعد لو شاهدوك أو أُبصروك تتعبد على مذهب الشيعة.؟ انتظر! لا تسرع .. لا تعجل .. فإنّ في العجلة الندامة! ».

ـ « .. ومعاذ اللّه أن يترك الوصية بعد أن أوحي بها إليه ، فأمر أمته بها وضيّق عليهم فيها. فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصية مهما كان منكرها جليلاً ».

ـ «؟!».

ـ « وقد أوصى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى علي في مبدأ الدعوة الإسلامية ، قبل ظهورها في مكة حين أنزل اللّه سبحانه ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) .. ولم يزل بعد ذلك يكرر وصيته إليه ، ويؤكدها المرة بعد المرة بعهوده التي أشرت إلى بعضها من قبل ، حتّى أراد وهو محتضر ، أن يكتب وصيته إلى علي تأكيدا لعهوده اللفظية إليه ، وتوثيقا لعرى نصوصه القولية عليه ».

ـ « فما الذي نطق به رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حينها؟ ».

ـ « لقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إئتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ولا

٢٩٠

ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول اللّه. وعندها علم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه لم يبق ـ بعد كلمتهم هذه ـ أثر لذلك الكتاب إلاّ الفتنة فقال لهم : قوموا ، واكتفى بعهوده اللفظية ، ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث : إن يولّوا عليهم عليا ، وأن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأن يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه ».

ـ « وأين هذه الوصية .. إنها لم تصل الينا؟! ».

ـ « .. لكن السلطة والسياسة يومئذ ، ما أباحتا للمحدّثين أن يحدّثوا بوصيته الأُولى ، فزعموا أنهم نسوها ».

ـ « أثبت ما تقول يا رفيق؟ ».

ـ « قال البخاري في آخر الحديث المشتمل على قولهم هجر رسول اللّه ، ما هذا لفظه : وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه ـ ثُمّ قال ـ ونسيت الثالثة ».

ـ « ومسلم؟ ».

ـ « وكذلك قال مسلم في صحيحه ، وسائر أصحاب السنن والمسانيد ».

٢٩١
٢٩٢

الفصل الثاني والعشرون

المذهب الشيعي ما بين أدوار الانتشار وأوضاع الانزجار

وبعد ثلاثة أيام كنت أواصل اجتماعي مع الطبيب وعد الدين بن المحامي بكر غالب ، فكان لي معه حوار ودّيّ. ومن بعد أن تطرقنا إلى مشاكل الحياة وأخبار الساعة ، ومحنة الأيام ، ومقاساة الظروف ، قلت له :

ـ « هل لك أن تخبرني عن كيفية انتشار المذهب الجعفري؟ ».

أجابني وهو يقول :

ـ « أما انتشاره في الأقطار الإسلامية فإن المذهب الجعفري انتشر بقوة مقوماته من دون استناد إلى سلطة أو عوامل الترغيب في اعتناقه ».

ـ « وأين كان أول ظهور للتشيع؟ ».

ـ « إنّ أول ظهور الشيعة كان في بلد الحجاز ، وهو أول أرض بذرت فيه بذرة التشيع ».

ـ « وأين في الحجاز؟ ».

ـ « في المدينة المنورة في القرن الرابع انتشر بصورة ظاهرة ، وقد عظم ذلك على من يسوؤهم انتشار مذهب أهل البيت ».

ـ « مثل مَن؟ ».

ـ « كابن حزم! ».

ـ « كيف علمت بهذا؟ ».

٢٩٣

ـ « فقد وصف المدينة المنورة بما لا يليق بها لوجود الشيعة فيها ».

ـ « المصدر؟ ».

ـ « النبذ في أُصول الفقه الظاهري لابن حزم نفسه ».

ـ « أووه! ».

ـ « كما انتشر التشيع في الشام ».

ـ « من الذي نشره هناك؟ ».

ـ « كان أبو ذر الغفاري هو الذي نشر المذهب هناك ، ولا يزال في قرية الصرفند بين صيدا وصور مقام معروف باسم أبي ذر اتخذ مسجداً معموراً ».

ـ « إنه لأمر هائل! ».

ـ « وهم اليوم عدد كثير اشتركوا في إدارة البلاد وشغلوا مناصب مهمة في حكومة سوريا ، ومنهم التجار والأطباء ، ولهم مركز مهم هناك ، وتقام عندهم مآتم عزاء الحسين عليه‌السلام علناً في عاصمة الأمويين ».

ـ « وهل يحضرها كثير من أهل السنة؟ ».

ـ « نعم ، يحضرها كثير منهم ».

ـ « وما الذي يعلنه الخطيب على المسامع؟ ».

ـ « إن الخطيب ليفصح بمخازي معاوية ويزيد وبني أُمية ، مستنبطاً ذلك من التاريخ الصحيح ».

ـ « أو لا يسبب مثل ذلك مضايقات للأخوة أهل السنة وعلى الأخص الحضور منهم إلى هناك؟! ».

ـ « لا ، أبداً ، لأنّ الخطيب ينتهج منهجاً عقلياً في الطرح ، فلا يعلن لسانه عن سب ولا عن شتم .. بل يبسط مطاوي التاريخ على محط الجراحة ويعمل فيه

٢٩٤

مبضعه أمام نواظر كافة الحضور كما يُعملها الطبيب الجراح أمام تلامذته من طلبة كُلّية الطب ».

ـ « أووه ، هذا فريد حقاً! ».

ـ « ويقول ابن جبير في رحلته في وصف المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس : إنّ الشيعة أكثر من السنيّين وقد عموا البلاد بمذهبهم ».

ـ « وبنظرك ، كم كان يبلغ عدد الشيعة الذين كانوا يسكنون بلاد الشام؟ ».

ـ « يقول كرد علي : وفي دمشق يرجع عهدهم ( أي الشيعة ) إلى القرن الأول للهجرة ، وفي أكناف حوران وهم مهاجرة جبل عامل ، وفي الشام من الإمامية عن مئتي ألف نسمة ».

ـ « أين وجدت هذا التصريح؟ ».

ـ « في كتاب خطط الشام لكرد علي نفسه ، ج ٦ ، ص ٢٥٢ ».

ـ « وجبل عامل ، على وجه الخصوص ، كيف ..؟ ».

ـ « أما جبل عامل وهو البلد الواقع بين صفد جنوباً ونهر الأولي شمالا ، غور الحولة وما والاها إلى أرض البقاع شرقاً ، والبحر المتوسط غرباً فقد كان بدء التشيع في جبل عامل بفضل الجهود التي بذلها المجاهد في اللّه أبو ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه ».

ـ « وإذن ، فإنّ الفضل في انتشار التشيع يعود إلى أبي ذر الغفاري ليس غير؟ ».

ـ « بالتأكيد ، فإنّه ما انتشر التشيع إلاّ بسبب من دعوته! وكانت حركة العلم واسعة حتّى اليوم ، فالتشيع في لبنان منتشر بكثرة ويسير بكُلّ نظام وهدوء ، محفوظ الحقوق ، مرعي الجانب ، ولهم في جامعة النجف الأشرف جماعة ،

٢٩٥

وتخرج منها عدد كثير من أبطال العلم ، وحملة دعوة الاصلاح ، ومنهم المجتهدون المجاهدون في نصرة الدين وجمع كلمة المسلمين ».

ـ « وفي سوريا؟ ».

ـ « ويقول الأستاذ كرد علي أيضاً : إن في حمص قرى للشيعة خاصّة ، وفي نفس المدينة جماعات ظاهرة ومستترة ، وفي أعمال أدلب قرى الغوغة نبل وغيرهما ، وكُلّها شيعة وفيهما إلى اليوم السادة بنو زهرة نقباء الأشراف في مدينة حلب ، وكُلّ هؤلاء من بقايا زمن الحمدانيين ومن فلول شيعة حلب يوم تشتت شملهم ».

ـ « يوم تشتت شملهم؟ ماذا يقصد! بل إلى ماذا يشير؟ ».

ـ « يشير بذلك إلى الكارثة التي أصابت الشيعة عندما أفتى الشيخ نوح الحنفي بكفر الشيعة واستباحة دمائهم تابوا أو لم يتوبوا ، فقتل بسبب هذه الفتوى أربعون ألفاً من الشيعة ، وانتهبت أموالهم وأخرج الباقون إلى القرى ».

ـ « ما أهول وأفزع ما أسمع .. إنّها أُمور مروعة للغاية! ».

ـ « حقاً ، هي كذلك ».

ـ « وفي حلب ، كيف كان التشيع؟! ».

ـ « ولقد غلب مذهب التشيع في حلب بصورة ظاهرة ولهم قوة استطاعوا أن يمنعوا سليمان بن عبد الجبار صاحب حلب عن بناء المدرسة الزجاجية وذلك في سنة ٥١٧ هـ ».

ـ « كما سرى التشيع في إفريقيا بانتشار عظيم ، إلى أن قاومته السلطة ، يوم كان امير افريقيا المعز بن باديس ، فإنّه فتك بالشيعة فتكاً ذريعاً ».

ـ « كيف ، ولماذا؟ ».

٢٩٦

ـ « وذلك في عام ٤٠٧ هـ فقد أوقع بهم وقيعة عظيمة ، ونسبوا ذلك إلى سب الشيخين وهي المادة التي يطبقها الولاة على من يريدون الفتك به من أي الفرق كان ».

ـ « ولماذا كُلّ هذا الظلم وهذه الغطرسات التي لم يسمع التاريخ عنها إلاّ حينما غزا التتار العالم الإسلامي ومزقوا شمل أهله شرّ تمزيق؟ ».

ـ « وهو كذلك! أما السبب فإنّه يرجع إلى أن المعز بن باديس ، كان قد مرّ على جماعة من الشيعة في القيروان وقد سأل عنهم ، فلما أحس الناس من المعز الميل عنهم ، انصرفت العامة من فورها إلى مجتمعات الشيعة ، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً ، وتوجه العسكر للنهب ».

ـ « كُلّ هذا لأ نّهم وجدوا من المعز انصرافاً عنهم؟ ».

ـ « هذه فتنة كان لها أن تشتعل جمرات لهبها تحت أبسط التأثيرات .. ولقد شجعهم على فعل وصنع مثل هذه المجازر والمهالك عامل القيروان نفسه ، فقتل منهم خلق كثير ، وأُحرقوا بالنار ، ونُهبت دورهم ، وتتبعوهم في جميع أفريقيا ».

ـ « ما أبشع الحال .. إن الشيعة حقاً لمظلومون .. إن تاريخنا يحمل بين ثناياه الواناً من البشاعة لا يمكن أن تغسلها أو تطهرها ، ولا حتّى مياه جنّة عدن نفسها؟ ».

ـ « .. واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قرب القيروان فتحصنوا به ، فحصرهم العامة وضيقوا عليهم ، فاشتد عليهم الجوع فاقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم حتّى قُتلوا عن آخرهم ».

ـ « اللّه أكبر .. يا للمسلمين! ».

٢٩٧

ـ « .. ولجأ من بالمدينة إلى الجامع فقتلوا كُلّهم ».

ـ « هناك أيضاً حُمِل عليهم ، طوردوا .. وقتلوا عن بكرة أبيهم؟! ».

ـ « هذا ما يحمله إليك تاريخ الكامل لابن الأثير ج ٩ ص ١٢٣ ط ١ ».

ـ « وإذن فهذا تاريخ ابن الأثير يقص علينا أشنع قصص التاريخ وحكايا العصور الفائتة ».

ـ « وهذه إحدى النكبات الفظيعة التي لاقاها التشيع وما أكثرها ، ومع ذلك فإنّ التشيع اليوم منتشر في أفريقيا الوسطى والجنوبية زهاء عشرة ملايين نسمة ، وفي أندونيسيا عدد كثير من الشيعة يقدر بثمانية ملايين نسمة ، للعلماء هناك اليد الطولى في نشر المذهب ، وكان منهم العلامة السيد محمّد السيد بن أبي عقيل صاحب المؤلفات القيمة ( كالنصائح الكافية ) ( العتب الجميل ) و ( تقوية الإيمان ) و ( القول الفصل ) ».

ـ « وأين كان يقيم هذا؟ ».

ـ « كان يقيم في سنغافورا ، وكانت لهم أندية أدبية تربط أواصر بعضهم مع بعض. أما في مصر ، فقد انتشر التشيع عند انتشار الإسلام هناك ».

ـ « وكيف انتشر هناك؟ ».

ـ « وذلك بواسطة أصحاب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذين شهدوا فتح مصر ، وهم المقداد بن الأسود الكندي ، وأبو ذر الغفاري ، وأبو رافع ، وأبو أيوب الأنصاري ، فهؤلاء هم دعاة التشيع وأنصاره ».

ـ « أتقصد أن التشيع كان في مصر ومنذ أيام الخلفاء؟ ».

ـ « إنّه لما دخلها عمار بن ياسر أيام عثمان دعا إلى التشيع ، ونمت روحه حتّى أصبحت البلاد كُلّها إلى جانب علي واجمعوا على مقاومة عثمان ».

٢٩٨

ـ « وإذن ، فإنّ الفضل في انتشار التشيع في مصر يعود إلى عمار؟ ».

ـ « بالفعل ، هو من الرواد في هذا المجال ، حيث إن له الباع العظيم واليد القصوى في هذا الأمر! ».

ـ « ومن بعد ذلك؟ ».

ـ « ثُمّ دخلها بعد ذلك قيس بن سعد والياً ، فركز دعائم التشيع هناك ، خفق لواؤه وكثرت جنوده ».

ـ « وفي أي الأزمنة إذن ، كان لمنسوب مياه التشيع أن تنخفض لتنحسر وتضعف؟ ».

ـ « إنه وبدخول عمرو بن العاص ، كان قد تأخر سير تلك الحركة إلى أن زال ملك الأمويين ، فأظهر المصريون ما أنطوت عليه قلوبهم من الولاء لعلي بن أبي طالب ».

ـ « وإذن ، فإنّ للتشيع نوبات وحلقات متناوبة كمياه البحر بمدّه وجزره؟! ».

ـ « لا زال التشيع يظهر في مصر ، ويختفي! وذلك حسب العوامل التي تدعو إلى خفائه وظهوره ، وهو اليوم منتشر هناك وفيه فئات كثيرة ».

ـ « وفي الهند ، كيف هو حال الشيعة؟ ».

ـ « أما في الهند فقد ظهر التشيع هناك وانتشر بسبب الروابط المتصلة بين العرب والهنود ، وقد اعتنق مذهب التشيع جماعة كبيرة من الوثنيين بمساعي المرشدين الذين دخلوا بلاد الهند من الشيعة ، ومنهم جماعة كثيرة باقون إلى اليوم ، ولهم امارات في جميع الاقطار الهندية ، ولا يخلو بلد منهم ».

ـ « وهل هناك بلد تختص بهم دون غيرها؟ ».

٢٩٩

ـ « أجل ، وأخرى يكوّنون الأكثرية بها ، وهي لكنهور وهي المركز الوحيد للشيعة في الهند ، وعاصمة مملكة أودة الفانية ، ومنبع علمائها قديماً. وتعد اليوم من أكبر البلاد العلمية ، وفيها مدارس عربية ».

ـ « ما هي هذه المدارس؟ ».

ـ « أهمها الجامعة السلطانية ، ومنها مدرسة الواعظين وهي تختص بالتبليغ. والمدرسة الناظمية وقد أسسها العلامة السيد أبو الحسن كما أسس الجامعة السلطانية ».

ـ « وإذن ، فإنّ في لكنهور من آثار الشيعة ما هو باق إلى يومنا هذا؟ ».

ـ « أجل! ففي لكنهور الشيء الكثير من آثار الشيعة كالمساجد والحسينيات ».

ـ « وفي غيرها؟ ».

ـ « هذا مما لا شك فيه ، من مثل بلدان جانبور ، وبتن آباد ، ومظفرآباد ، ولاهور ، والبنجاب ».

ـ « أقول : من أين استللت كُلّ هذا ، واقتبست نور علومه؟ ».

ـ « هذا ما وجدته في كتاب : تاريخ الشيعة ص ٢٥٨. أما في تركيا فقد انتشر المذهب بصورة محسوسة وكثر اتباعه ولكن السلطان سليم المتوفى سنة ٩٢٦ هـ قاوم الشيعة ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ».

ـ « وثانية إلى المجازر .. لا يفتأ الظالمون يقاتلون الشيعة؟ ».

ـ « يقول إبراهيم الطبيب الأوّل للجيش التركي : وكان السلطان سليم شديد التعصب على أهل الشيعة ، ولا سيما أنّه كان في تلك الأيام قد انتشرت بين رعاياه تعاليم شيعية تنافي مذهب أهل السنة ، وكان قد تمسك بها جماعة من

٣٠٠