مستدرك الوسائل - ج ١٠

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٠

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٤

تسعى ، فلك بكلّ قدم رفعتها أو(٧) وضعتها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله ، فإذا سلّمت على القبر فالتمسه بيدك ، وقل : السلام عليك يا حجّة الله في سمائه وأرضه ، ثم تمضي إلى صلاتك ، ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ واعتمر ألف عمرة(٨) واعتق الف رقبة ، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبيّ مرسل ، فإذا انقلبت من عند قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ناداك مناد : لو سمعت مقالته لأقمت(٩) عند قبر الحسين ( عليه السلام ) ، وهو يقول : طوبى لك أيّها العبد ، قد غنمت وسلمت ، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل ، فإن هو مات في عامه أو في ليلته أو يومه ، لم يل قبض روحه إلّا الله ، وتقبل الملائكة معه يستغفرون له ويصلّون عليه حتّى يوافي منزله(١٠) ، وتقول الملائكة يا ربّ هذا عبدك وافى قبر ابن نبيّك وقد وافى منزله فأين نذهب ؟ فيناديهم(١١) النداء من السماء : يا ملائكتي قفوا بباب عبدي ، فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفّى ، قال : فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفّى ، ويسبّحون الله ويقدسونه ويكتبون ذلك في حسناته ، وإذا توفّى شهدوا جنازته وكفنه وغسله والصلاة عليه ويقولون : ربّنا وكّلتنا بباب عبدك وقد توفّى ، فأين نذهب ؟ فيناديهم : ملائكتي قفوا بقبر عبدي ، فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة » .

_____________________________

(٧) في المصدر : و .

(٨) في نسخة : مرة .

(٩) في المصدر زيادة : عمرك .

(١٠) في المخطوط : عليه ، وما أثبتناه من المصدر .

(١١) في نسخة : فياتيهم . ( منه قده ) .

٣٠١

[١٢٠٥٥] ٣ ـ وعن حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن محمد بن أحمد الرازي ، عن الحسن بن علي ، مثله .

ورواه الكفعمي في البلد الأمين مرسلاً ، عن جابر ، مثله(١) .

قال في البحار(٢) : لا يخفى ما في سند الخبر ، لأنه أمّا أن يكون مكان المفضل رجل آخر ، أو مكان عن في قوله عن جابر الواو ، وإلّا فلا يستقيم إلّا بتكلف بعيد ، وهو أن يقال : المفضّل كان نسي الخبر ثم أخبره جابر به ، انتهى .

ورواه الشيخ محمد بن المشهدي في المزار(٣) : عن الشيخ هبة الله بن نما ، عن الحسين بن محمد بن طحال ، عن السيّد هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصر(٤) ، عن سعد بن وهب بن أحمد بن علي بن الحسين بن سلمان الدهقان ، عن محمد بن علي بن خلف البزّاز ، عن علي بن الحسين بن كعب ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن الحسن بن سعيد الأعمش ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال(٥) : « كم بينكم وبين قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ » وساق الحديث إلى آخر ما مرّ ، ولم يذكر المفضّل أصلاً ، ولكن بين ألفاظ ما أورده من الزيارة وبين ما في الكامل اختلاف يطلب من محلّه ، والذي أظنّ أنّ الإِشتباه من الراوي في قوله : يا

_____________________________

٣ ـ كامل الزيارات ص ٢٠٨ .

(١) البلد الأمين ص ٢٨٠ بتفاوت ، ورواه الكفعمي في المصباح ص ٤٩٩ .

(٢) بحار الأنوار ج ١٠١ ص ١٦٤ .

(٣) المزار للمشهدي ص ٦٢٥ ، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٦٥ ح ١١ .

(٤) في المصدر : نصير .

(٥) في المصدر زيادة : لجابر .

٣٠٢

مفضّل ، وأن الأصل يا جابر ، والله العالم .

[١٢٠٥٦] ٤ ـ وعن الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ما تقول في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ فقال : « ما تقولون أنتم ؟ » فقلت : بعضنا يقول حجّة وبعضنا يقول عمرة ، قال : فأيّ شيء تقول إذا أتيت ؟ » فقلت : أقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يابن رسول الله ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، ودعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأشهد أنّ الذين سفكوا دمك واستحلّوا حرمتك ، ملعونون معذّبون على لسان داود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون » .

[١٢٠٥٧] ٥ ـ وعن أبيه ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عمّن حدثه ، عن ابن أبي البلاد قال : قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : « كيف السلام على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ؟ » قال : قلت : أقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، وذكر مثله ، وزاد في آخره قال : « نعم هو هكذا » .

[١٢٠٥٨] ٦ ـ وعن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبي نجران ، عن عامر بن جذاعة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « إذا أتيت الحسين ( عليه السلام ) فقل : الحمد لله ، وصلّى الله على محمد وآله ، والسلام

_____________________________

٤ ـ كامل الزيارات ص ٢٠٨ .

٥ ـ كامل الزيارات ص ٢٠٩ .

٦ ـ كامل الزيارات ص ٢١١ ح ٨ .

٣٠٣

عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ، صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، لعن الله من قتلك ، ومن شارك في دمك ، ومن بلغه ذلك فرضي به ، أنا إلى الله منهم بريء » .

[١٢٠٥٩] ٧ ـ وعن أبيه ، عن سعد والحميري معاً ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمر بن سعيد ، عن مصدق ، عن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « تقول إذا انتهيت إلى قبره ( عليه السلام ) : السلام عليك يابن رسول الله ، السلام عليك يابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنّة ورحمة الله وبركاته [ السلام عليك ](١) يا من رضاه من رضى الرحمان ، وسخطه من سخط الرحمان ، السلام عليك يا أمين الله ، وحجّة الله ، وباب الله ، والدليل على الله ، والداعي إلى الله ، أشهد أنّك قد حللت حلال الله ، وحرّمت حرام الله ، وأقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، ودعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأشهد أنّك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربكم ترزقون ، وأشهد أنّ قاتلك(٢) في النار ، أدين الله بالبراءة ممّن قتلك وممّن قاتلك وشايع عليك ، وممّن جمع(٣) عليك ، وممّن سمع صوتك ولم يعنك ، ياليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً » .

[١٢٠٦٠] ٨ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن

_____________________________

٧ ـ كامل الزيارات ص ٢١٢ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في نسخة : قاتليك ، (منه قده).

(٣) في نسخة : خرج ، (منه قدّه).

٨ ـ كامل الزيارات ص ٢١٢ .

٣٠٤

ابن أبي نجران ، عن ابن أبي عمير ، عن عامر بن جذاعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إذا أتيت الحسين ( عليه السلام )(١) فقل : الحمد لله ، وصلّى الله على محمد و(٢) أهل بيته ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا أبا عبدالله ( ورحمة الله يا أبا عبدالله ، صلّى الله عليك يا أبا عبدالله )(٣) ، لعن الله من قتلك ، ومن شارك في دمك ، ومن بلغه ذلك فرضي به ، أنا إلى الله منهم بريء » .

[١٢٠٦١] ٩ ـ وعن أبيه وغير واحد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن موسى الورّاق ، عن يونس عن عامر بن جذاعة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « إذا أتيت الحسين ( عليه السلام ) ـ يعني قبره ـ فقل : السلام عليك يابن رسول الله ، السلام عليك يا أبا عبدالله ، لعن الله من قتلك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به ، أنا إلى الله منهم بريء » .

٤٦ ـ ( باب استحباب التسليم على الحسين ( عليه السلام ) والصلاة عليه ، من بعيد وقريب ، كلّ يوم )

[١٢٠٦٢] ١ ـ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن محمد ، عن منيع ، عن

_____________________________

(١) في المصدر : الحائر .

(٢) في نسخة : وعلى ، (منه قدّه).

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر .

٩ ـ كامل الزيارات ص ٢١٥ .

الباب ٤٦

١ ـ كامل الزيارات ص ٢٨٨ .

٣٠٥

حنّان ، عن أبيه قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا سدير تكثر زيارة قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ؟ » قلت : إنّه من الشغل ، فقال : « ألا أعلمك شيئاً إذا أنت فعلته كتب(١) لك بذلك الزيارة ؟ » فقلت : بلى جعلت فداك ، فقال لي : « اغتسل في منزلك ، واصعد إلى سطحك ، وأشر إليه بالسّلام ، تكتب لك بذلك الزيارة » .

[١٢٠٦٣] ٢ ـ وعن علي بن الحسين وأخيه علي بن محمد بن قولويه عن محمد بن يحيى العطّار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ـ في حديث طويل ـ قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا سدير وما عليك أن تزور قبر الحسين ( عليه السلام ) في كلّ جمعة خمس مرّات ، وفي كلّ يوم مرّة ، قلت : جعلت فداك ، انّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، فقال : تصعد فوق سطحك ، ثم تلتفت يمنة ويسرة ، ثم ترفع رأسك إلى السماء ، ثم تحوّل(١) نحو قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ثم تقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، تكتب لك زورة والزورة حجّة وعمرة » قال سدير : فربّما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرّة .

ورواه الشيخ محمد بن المشهدي في المزار(٢) ، بإسناده عن سدير ، وفيه : « السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يابن رسول الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته » .

_____________________________

(١) في المصدر : كتب الله .

٢ ـ كامل الزيارات ص ٢٨٧ .

(١) في نسخة : تنحو ، تتحرى .

(٢) مزار المشهدي ص ٦٣٠ ، في البحار ج ١٠١ ص ٣٦٦ ح ٣ .

٣٠٦

[١٢٠٦٤] ٣ ـ وعن حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن [ عبدالله بن الخطاب ](١) عن عبدالله بن محمد ، عن منيع ، عن يونس ، عن حنّان ، عن أبيه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا سدير تزور قبر الحسين ( عليه السلام ) في كل يوم » قلت : جعلت فداك لا ، قال : « ما أجفاكم ! فتزوره في كلّ شهر » قلت : لا ، قال : « فتزوره في كلّ سنة » قلت : قد يكون ذلك ، قال : « يا سدير ما أجفاكم بالحسين ( عليه السلام ) ! أما علمت أنّ لله ألف ألف ملك ، شعثاً غبراً يبكون ويزورون لا يفترون ؟ وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين ( عليه السلام ) في كلّ جمعة خمس مرّات ؟ » وذكر مثل الحديث الأول .

[١٢٠٦٥] ٤ ـ وعن محمد بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه رفعه(١) قال : دخل حنّان بن سدير على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وعنده جماعة من اصحابه ، فقال : « يا حنّان بن سدير ، تزور أبا عبدالله ( عليه السلام ) في كلّ شهر مرّة » قال : لا ، قال : « ففي كلّ شهرين(٢) » ، قال : لا ، قال : « ففي كلّ سنة(٣) » قال : لا ، قال : « ما أجفاكم بسيّدكم ! » قال : يابن رسول الله ، قلّة الزاد وبعد المسافة ، قال : « ألا أدلكم على زيارة مقبولة وإن بعد النائي ؟ » قال : فكيف أزوره يابن رسول الله ؟ قال : « اغتسل يوم الجمعة أو أيّ

_____________________________

٣ ـ كامل الزيارات ص ٢٨٧ .

(١) أثبتناه من المصدر ، ومن معاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٨٠ ) .

٤ ـ كامل الزيارات ص ٢٨٩ .

(١) في المصدر زيادة : إلى أبي عبد الله .

(٢ ، ٣) وفيه زيادة : مرة .

٣٠٧

يوم شئت ، والبس أطهر ثيابك ، واصعد إلى اعلى موضع من دارك أو الصحراء فاستقبل(٤) القبلة بوجهك ، بعدما تبيّن أنّ القبر هنالك ، يقول الله تبارك وتعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ )(٥) ثم قل : السلام عليك » الزيارة .

[١٢٠٦٦] ٥ ـ المزار القديم : عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : « من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من المحرم ، فيظلّ فيه باكياً متفجّعاً حزيناً ، لقي الله عزّ وجلّ بثواب الفيّ حجّة وألفي عمرة وألفي غزوة ، ثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومع الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين ) » قال علقمة بن محمد الحضرمي : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، فما يصنع من كان في بعد البلاد وأقاصيها ، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ؟ قال : « إذا كان في ذلك اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ فليغتسل من أحبّ من الناس أن يزوره من أقاصي البلاد أو قريبها ، فليبرز إلى الصحراء أو يصعد سطح داره ، فليصل(١) ركعتين خفيفتين يقرأ فيهما سورة الإِخلاص ، فإذا سلّم أومأ إليه بالسلام ، ويقصد إليه بتسليمه وإشارته ونيّته إلى الجهة التي فيها أبو عبدالله الحسين ( صلوات الله عليه ) ، ثم تقول وأنت خاشع مستكين : السلام عليك يابن رسول الله ، السلام عليك يابن البشير النذير » وساق(٢) زيارة تشبه الزيارة المعروفة في غالب الفقرات ،

_____________________________

(٤) وفي نسخة : واستقبل ، منه قده .

(٥) البقرة ٢ : ١١٥ .

٥ ـ المزار القديم :

(١) في نسخة : فيصلي .

(٢) جاء في هامش الطبعة الحجرية : ولما كانت نسخة هذا المزار قليلة الوجود تقريباً نرفع كلفة الطلب عن الناظر الراغب في هذه الزيارة فاخرجنا تمامها في

٣٠٨

وليس فيها الفصلان اللذان في اللعن والسلام ، إلى أن قال قال علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : « إن استطعت يا علقمة أن تزوره في كلّ يوم ، بهذه الزيارة في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعل ذلك ، ولك ثواب جميع ذلك ، فاجتهدوا في الدعاء على قاتله وعدوّه ، ويكون في صدر النهار قبل الزوال » الخبر .

قلت : ما تضمّن هذا الخبر من النعم الجسيمة ، فإن العمل المذكور تمام وعد ضمن للزيارة الشريفة المعروفة ، هو في غاية السهولة فخذه واغتنم ، وكن لله من الشاكرين .

٤٧ ـ ( باب استحباب زيارة الحسين حباً لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة (صلوات الله عليهم) ، ورحمة له وتشوقاً إليه واحتساباً ، ولوجه الله والدار الآخرة )

[١٢٠٦٧] ١ ـ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : عن الحسن بن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « لو يعلم الناس ما في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) من الفضل ، لماتوا شوقاً وتقطعت أنفسهم عليه حسرات » قلت : وما فيه ؟ قال : « من أتاه تشوقاً كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنته من كلّ آفة أهونها الشيطان ، ووكّل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه ، فإن مات سنته حضرته ملائكة الرحمة ، يحضرون غسله وأكفانه

_____________________________

باب النوادر راجياً من الله تعالى ان يشاركنا في أجور المتوسلين بها . منه ( قدس سره )

الباب ٤٧

١ ـ كامل الزيارات ص ١٤٢ .

٣٠٩

والإِستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالإِستغفار له ، ويفسح له في قبره مدّ بصر(١) ، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ، ومن منكر ونكير أن يروعانه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويعطى له يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب ، وينادي مناد : هذا من زوار(٢) الحسين بن علي ( عليهما السلام ) شوقاً إليه ، فلا يبقى أحد يوم القيامة الّا تمنّى يومئذ أنّه كان من زوّار الحسين بن علي ( عليهما السلام ) » .

[١٢٠٦٨] ٢ ـ وعن الحسن بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : ما لمن أتى [ قبر ](١) الحسين بن علي ( عليهما السلام ) زائراً عارفاً بحقّه غير مستنكف ولا مستكبر(٢) ؟ قال : « يكتب له ألف حجّة مقبولة وألف عمرة مبرورة ، وإن كان شقيّاً كتب سعيداً ، ولم يزل يخوض في رحمة الله » .

[١٢٠٦٩] ٣ ـ وعن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطّار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجّاج ، عن صفوان بن يحيى ، عن صفوان بن مهران ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) وهو يريد الله عزّ وجلّ ، شيّعه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتى يردّ إلى منزله » .

[١٢٠٧٠] ٤ ـ وعن عبيدالله بن الفضل بن محمد بن هلال ، عن عبدالرحمان ، عن

_____________________________

(١) في المصدر : بصره .

(٢) في المصدر : زار .

٢ ـ كامل الزيارات ص ١٤٤ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في نسخة « مستنكر » ، ( منه قده ) .

٤ ، ٣ ـ كامل الزيارات ص ١٤٥ .

٣١٠

سعيد بن خيثم ، عن أخيه معمّر ، قال : سمعت زيد بن علي ( عليه السلام ) يقول : من زار قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لا يريد به إلّا وجه الله ، غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ، فاستكثروا من زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم .

٤٨ ـ ( باب استحباب اختيار زيارة الحسين ( عليه السلام ) على جميع الأعمال )

[١٢٠٧١] ١ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « زيارة قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) من أفضل ما يكون من الأعمال » .

٤٩ ـ ( باب استحباب البكاء لقتل الحسين ( عليه السلام ) وما أصاب أهل البيت ( عليهم السلام )  ،  خصوصاً يوم عاشوراء  ، واتّخاذه يوم مصيبة ، وتحريم التبرّك به )

[١٢٠٧٢] ١ ـ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن أبان الأحمر ، عن محمد بن الحسين الخزّاز ، عن ابن خارجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : كنّا عنده فذكرنا الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، وعلى قاتله لعنة الله ، فبكى أبو عبدالله ( عليه السلام ) وبكينا ، قال : ثم رفع رأسه فقال : « قال الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلّا بكى » وذكر الحديث .

_____________________________

الباب ٤٨

١ ـ كتاب الغايات ص ٧١ .

الباب ٤٩

١ ـ كامل الزيارات ص ١٠٨ .

٣١١

[١٢٠٧٣] ٢ ـ وعن جماعة من مشايخه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن ابن أبي عثمان ، عن الحسن بن علي بن عبدالله ، عن أبي عمارة المنشد ، قال : ما ذكر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) في يوم قطّ ، فرئي أبو عبدالله ( عليه السلام ) متبسّماً في ذلك اليوم إلى الليل ، وكان أبو عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « الحسين (عليه السلام ) عبرة كلّ مؤمن » .

وعن محمد بن جعفر ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن علي ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن المغيرة ، عن أبي عمارة ، مثله إلى قوله : في ذلك اليوم(١) .

[١٢٠٧٤] ٣ ـ وعن حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب ، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر » .

وعن محمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، مثله(١) .

[١٢٠٧٥] ٤ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسين بن عبيدالله ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن عبد الجبّار ، عن أبي سعيد ، عن الحسين بن ثوير ، عن يونس وأبي سلمة السرّاج والمفضّل قالوا : سمعنا أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « لمّا مضى أبو عبدالله الحسين بن علي

_____________________________

٢ ـ كامل الزيارات ص ١٠٨ .

(١) نفس المصدر ص ١٠١ .

٣ ـ كامل الزيارات ص ١٠٣ ح ٨ .

(١) نفس المصدر ص ١٠٤ ، ذيل الحديث ٨ .

٤ ـ كامل الزيارات ص ٨٠ ح ٣ .

٣١٢

( عليهما السلام ) ، بكى عليه جميع ما خلق الله ، إلّا ثلاثة أشياء : البصرة ، ودمشق ، وآل عثمان » .

[١٢٠٧٦] ٥ ـ وعن أبيه [ وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعاً ](١) عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن ، عن الحسين بن ثوير ، قال : كنت أنا وابن ظبيان والمفضّل وأبو سلمة السّراج جلوساً عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنّاً ـ وذكر حديثاً طويلاً ـ يقول : ثم قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إنّ أبا عبدالله (عليه السلام ) لمّا مضى بكت عليه السموات السبع [ والأرضون السبع ](٢) وما فيهنّ وما بينهنّ ، وما ينقلب(٣) في الجنّة والنار من خلق ربّنا ، وما يرى وما لا يرى ، بكى أبي عبدالله (عليه السلام ) ، إلّا ثلاثة أشياء لم تبك عليه ، قلت : جعلت فداك ، ما هذه الثلاثة أشياء ؟ قال : لم تبك عليه البصرة ، ولا دمشق ، ولا آل عثمان بن عفّان » .

[١٢٠٧٧] ٦ ـ وعن محمد بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمان الأصم ، عن أبي يعقوب ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا زرارة إن السماء بكت على الحسين ( عليه السلام ) أربعين صباحاً بالدم ، وإن الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، وإن الجبال تقطّعت وانتثرت ، وإن البحار تفجّرت ، وإنّ الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين ( عليه السلام ) ، وما اختضبت منّا امراة ولا ادّهنت ولا

_____________________________

٥ ـ كامل الزيارات ص ١٩٧ .

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر : ومن ينقلب .

٦ ـ كامل الزيارات ص ٨١ .

٣١٣

اكتحلت ولا رجّلت ، حتى اتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنه الله ، وما زلنا في عبرة من بعده ، وكان جدي ( عليه السلام ) إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته ، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه ، وانّ الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كلّ من في الهواء والسماء من الملائكة ـ الى أن ذكر ( عليه السلام ) ، غيظ جهنّم على قاتليه وقال ـ وإنّها لتبكيه وتندبه وإنها لتتلظّى على قاتله ، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض وأكفأت ما عليها ، وما تكثر الزلازل إلّا عند اقتراب الساعة ، وما عين أحبّ إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ، وما من باك يبكيه إلّا وقد وصل فاطمة واسعدها عليه ، ووصل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأدّى حقّنا ، وما من عبد يحشر إلّا وعيناه باكية إلّا الباكين على جدّي [ الحسين ( عليه السلام ) ](١) فإنه يحشر وعينه قريرة ، والبشارة تلقاه والسرور [ بيّن ](٢) على وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حدّاث الحسين ( عليه السلام ) تحت العرش وفي ظلّ العرش ، لا يخافون سوء [ يوم ](٣) الحساب ، يقال لهم : ادخلوا الجنّة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وإنّ الحور لترسل اليهم : إنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين ، فما يرفعون رؤوسهم اليهم لما يرون في مجلسه(٤) ( عليه السلام ) من السرور والكرامة » الخبر .

[١٢٠٧٨] ٧ ـ وعن محمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبد الرحمان الأصمّ ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) أحدّثه فدخل عليه ابنه ، فقال له : « مرحباً » وضمّه وقبّله وقال : « حقّر الله من حقّركم ، وانتقم الله ممّن وتركم ، وخذل الله من

_____________________________

(١ و ٢ و ٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) في المصدر : مجلسهم .

٧ ـ كامل الزيارات ص ٨٢ ح ٧ .

٣١٤

خذلكم ، ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم وليّاً وحافظاً وناصراً ، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصدّيقين والشهداء وملائكة السماء » ثم بكى وقال : « يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين ( عليه السلام ) ، أتاني مالا أملكه بما أتى(١) إلى أبيهم وآليهم ، يا أبا بصير إن فاطمة ( عليها السلام ) لتبكيه وتشهق ، فتزفر جهنّم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدّوا لذلك ، مخافة أن يخرج منها عنق ـ إلى أن قال ـ فلا تزال الملائكة مشفقين يبكون لبكائها ، ويدعون الله ويتضرعون إليه ـ إلى أن قال ـ قلت : جعلت فداك إنّ هذا الأمر عظيم ، قال : غيره أعظم منه ما لم تسمعه ، ثم قال : يابابصير ، أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة ( عليها السلام ) ؟! فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق ، وما قدرت على كلامي من البكاء » الخبر .

[١٢٠٧٩] ٨ ـ وعن حكيم بن داود وغيره ، عن محمد بن موسى الهمداني ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معاً ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ، ومحمد بن إسماعيل [ عن صالح ](١) بن عقبة عن مالك الجهني ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : « من زار الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء ، [ إلى أن قال ](٢) ثم ليندب الحسين ( عليه السلام ) ويبكيه ، ويأمر من في داره ممّن لا يتقيه بالبكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبة باظهار الجزع عليه ، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً في البيوت ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين ( عليه السلام ) ، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزّ وجلّ جميع هذا الثواب ـ اي ألفي ألف حجّة

_____________________________

(١) في المخطوط : أوتي ، وما أثبتناه من المصدر .

٨ ـ كامل الزيارات ص ١٧٤ .

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٧٦ ) .

(٢) في المصدر الحديث طويل وما أثبتناه لسياق العبارة .

٣١٥

وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة ، إلى آخر تقدم في باب زيارته في يوم عاشوراء(٣) ـ فقلت : جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به ؟ قال : أنا الضامن لهم ذلك ، والزعيم لمن فعل ذلك ، قال قلت : فكيف يعزّي بعضهم بعضاً ؟ قال : يقولون : عظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين ( عليه السلام ) ، وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإِمام المهدي من آل محمد ( عليهم السلام ) ، فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل ، فإنّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن ، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشداً ، ولا تدّخرن لمنزلك شيئاً فإنه من ادّخر لمنزله شيئاً في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدّخره ولا يبارك له في أهله ، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجّة ، وألف ألف عمرة ، وألف ألف غزوة ، كلّها مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان له ثواب مصيبة كلّ نبيّ ورسول وصدّيق وشهيد ، مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى ( يوم القيامة )(٤) » .

[١٢٠٨٠] ٩ ـ المزار القديم : عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث تقدم صدره ـ قال : قال : « يا علقمة واندبوا الحسين ( عليه السلام ) وابكوه ، وليأمر أحدكم من في داره بالبكاء عليه ، وليقم عليه في داره المصيبة باظهار الجزع والبكاء ، وتلاقوا يومئذ بالبكاء بعضكم إلى بعض في البيوت وحيث تلاقيتم ، وليعزّ بعضكم بعضاً بمصاب الحسين ( عليه السلام ) ، قلت : أصلحك الله كيف يعزّي بعضنا بعضاً ؟ قال : تقولون : أحسن الله أجورنا بمصابنا بأبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) ، وجعلنا من الطالبين بثأره مع الإِمام المهدي إلى الحق من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) وعليهم أجمعين ، وإن استطاع أحدكم أن لا

_____________________________

(٣) ما بين الفاصلتين من كلام المصنف (قده) توضيحاً للعبارة وقد ورد في هامش المخطوط .

(٤) في المصدر : أن تقوم الساعة .

٩ ـ المزار القديم :

٣١٦

يمضي يومه في حاجة فافعلوا ، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن ، وإن قضيت لم يبارك فيها ولم يرشد ، ولا يدّخرن أحدكم لمنزله في ذلك اليوم شيئاً ، فإنه من فعل ذلك لم يبارك فيه ، قال الباقر ( عليه السلام ) : أنا ضامن لمن فعل ذلك ، له عند الله عزّ وجلّ ما تقدم به الذكر من عظيم الثواب ، وحشره الله في جملة المستشهدين مع الحسين (صلوات الله عليه) » الخبر .

[١٢٠٨١] ١٠ ـ الشيخ الطوسي في المصباح : عن عبدالله بن سنان قال : دخلت على سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) في يوم عاشوراء ، فألفيته كاسف اللّون ظاهر الحزن ، ودموعه تنحدر من عينيه كاللّؤلؤ المتساقط ، فقلت : يابن رسول الله ، ممّ بكاؤك لا أبكى الله عينيك ؟ فقال لي : « أو في غفلة ؟ أما علمت أنّ الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أصيب في مثل هذا اليوم ؟ » الخبر .

ورواه ابن طاووس (ره) في الإِقبال(١) : باسناده إلى عبدالله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محمد الحضرمي ، عن عبدالله بن سنان ، مثله باختلاف في بعض الألفاظ .

[١٢٠٨٢] ١١ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عبد الحميد بن خالد ، عن محمد بن عمرو بن عتبة ، عن حسين الأشقر ، عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول : « من دمعت عينه فينا دمعة ، لدم سفك لنا ، أو حقّ لنا نقصناه ، أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا ،

_____________________________

١٠ ـ مصباح المجتهد ص ٧٢٤ .

(١) الإِقبال ص ٥٦٨ .

١١ ـ أمالي المفيد ص ١٧٤ .

٣١٧

بوّأه الله تعالى في الجنّة حقباً(١) » .

[١٢٠٨٣] ١٢ ـ جامع الأخبار : عن أنس بن مالك ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « يقوم فقراء أُمتي يوم القيامة وثيابهم خضر ، وشعورهم منسوجة بالدّر والياقوت ، وبأيديهم قضبان من نور يخطبون على المنابر ، فيمرّ عليهم الأنبياء فيقولون : هؤلاء من الملائكة ، وتقول الملائكة : هؤلاء الأنبياء ، فيقولون : نحن لا ملائكة ولا أنبياء ، بل نفر من فقراء أُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فيقولون : بما نلتم هذه الكرامة ؟ فيقولون : لم تكن أعمالنا شديدة ، ولم نصم الدهر ، ولن نقم الليل ، ولكن أقمنا على الصلوات الخمس ، وإذا سمعنا ذكر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فاضت دموعنا على خدودنا » .

[١٢٠٨٤] ١٣ ـ مجموعة الشهيد : نقلاً من كتاب الأنوار لأبي علي محمد بن همام ، حدثنا أحمد بن أبي هراسة الباهلي قال : حدثنا ابراهيم بن اسحاق الأحمري قال : حدثنا حمّاد بن اسحاق الأنصاري ، عن ابن سنان ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : « نظر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وهو مقبل ، فأجلسه في حجره وقال : إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً ، ثم قال ( عليه السلام ) : بأبي قتيل كلّ عبرة ، قيل : وما قتيل كلّ عبرة يابن رسول الله ؟ قال : لا يذكره مؤمن إلّا بكى » .

[١٢٠٨٥] ١٤ ـ الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين : وفي حديث

_____________________________

(١) الحقبة من الدهر : مدّة لا وقت لها . . وقيل : السَّنَة ، والجمع حِقب . وقيل ثمانون سنة وقيل أكثر ( لسان العرب ج ١ ص ٣٢٦ ) .

١٢ ـ جامع الأخبار ص ١٢٩ .

١٣ ـ مجموعة الشهيد : مخطوط .

١٤ ـ مجمع البحرين ج ٣ ص ٤٠٥ .

٣١٨

مناجاة موسى ( عليه السلام ) وقد قال : « يا ربّ لم فضّلت أمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) على سائر الأمم ؟ فقال الله تعالى : فضلتهم لعشر خصال ، قال موسى : وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها ؟ قال الله تعالى : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والجمعة ، والجماعة ، والقرآن ، والعلم ، والعاشوراء ، قال موسى ( عليه السلام ) : يا ربّ وما العاشوراء ؟ قال : البكاء والتباكي على سبط محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، والمرثيّة والعزاء على مصيبة ولد المصطفى ، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان ، بكى أو تباكى وتعزّى على ولد المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) : إلّا وكانت له الجنّة ثابتاً فيها ، وما من عبد أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه طعاماً وغير ذلك درهماً(١) ، إلّا وباركت له في الدار الدنيا الدرهم بسبعين درهماً ، وكان معافاً في الجنّة ، وغفرت له ذنوبه ، وعزّتي وجلالي ، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره ، قطرة واحدة إلّا وكتب له أجر مائة شهيد » .

٥٠ ـ ( باب حدّ حرم الحسين ( عليه السلام ) الذي يستحب التبرك بتربته )

[١٢٠٨٦] ١ ـ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن عبدالله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : قبر الحسين بن علي ( عليهم السلام ) عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً مكسر ، روضة من رياض الجنّة ، منه معراج [ إلى ](١) السماء ، فليس من ملك

_____________________________

(١) في المصدر زيادة : أو ديناراً .

الباب ٥٠

١ ـ كامل الزيارات ص ١١٤ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٣١٩

مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا وهو يسأل الله أن يزوره ، ففوج يهبط وفوج يصعد » .

[١٢٠٨٧] ٢ ـ وعن أبيه وجماعة مشايخه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن محمد بن إسماعيل البصري ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « حرمة قبر الحسين ( عليه السلام ) فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر » .

[١٢٠٨٨] ٣ ـ وعن حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « حريم قبر الحسين ( عليه السلام ) خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر » .

[١٢٠٨٩] ٤ ـ وعن أبيه وجماعة مشايخه ، عن سعد ، عن هارون بن مسلم ، عن عبدالرحمان بن الأشعث ، عن عبدالله بن حماد الأنصاري ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « قبر الحسين ( عليه السلام ) عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً مكسراً ، روضة من رياض الجنّة » وذكر الحديث .

وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن إسحاق بن عمّار ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله .

[١٢٠٩٠] ٥ ـ وعن محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمان البصري ، عن رجل من أهل الكوفة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « حريم قبر الحسين ( عليه السلام ) فرسخ في فرسخ في

_____________________________

٢ ـ كامل الزيارات ص ٢٧١ .

٣ ـ كامل الزيارات ص ٢٧٢ .

٤ ـ كامل الزيارات ص ٢٧٢ .

٥ ـ كامل الزيارات ص ٢٨٢ .

٣٢٠