٧٥ ـ (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ ...) يوم القيامة بأعلى المراتب والدرجات (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) لستم عند الله وفي الواقع بشيء يستحق الذكر والعناية لو لا شيء واحد ، وهو دعاء الرسول لكم إلى الإيمان كي تلزمكم الحجة عند الحساب والجزاء إذا لم تسمعوا وتطيعوا ، والدليل على إرادة هذا المعنى قوله تعالى بلا فاصل مخاطبا المجرمين المعاندين : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) دعوة الرسول وأعرضتم عنها (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) أصبح عقابكم لازما لا مفر منه ، ومن يعمل سوءا يجز به.
سورة الشّعراء
مكيّة وهي مائتان وسبع وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (طسم) انظر أول سورة البقرة.
٢ ـ (تِلْكَ آياتُ) إشارة إلى آيات هذه السورة (الْكِتابِ الْمُبِينِ) القرآن الجلي الواضح في الدعوة إلى الحق والفاصل بينه وبين الباطل.
٣ ـ (لَعَلَّكَ) يا محمد (باخِعٌ) مهلك (نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) بالهدى والحق ، وتقدم في الآية ٦ من الكهف وغيرها.
٤ ـ (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) نريد أن يسلك الناس الطريق القويم عن رضا وبقلب ملؤه الإيمان لا بقوة سماوية ، وهل يلجأ إلى القوة والغلبة من يدعو إلى الحرية؟
٥ ـ (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) كلما نزلت آية جديدة من السماء أدبروا واستكبروا.
اللغة : الباخع المهلك ، وبخع نفسه أهلكها. والاعناق الرقاب ، وتطلق على الجماعات. والزوج الصنف.
___________________________________
الإعراب : (تِلْكَ) مبتدأ و (آياتُ الْكِتابِ) خبر. ولعل تتضمن هنا معنى الإشفاق. و (نَفْسَكَ) مفعول به لباخع. والمصدر من (أَلَّا يَكُونُوا) مفعول من أجله. وظل للنهار ، تقول : ظل أي قام نهارا ، وبات لليل تقول : بات أي أقام ليلا ، وهما من أخوات كان يرفعان الاسم وينصبان الخبر ، وأعناقهم اسم ظلت وخاضعين خبر ، وأصل الكلام فظلوا لها خاضعين ، ثم حذفت واو الجماعة وأقيمت الأعناق مقامها لأنها موضع موضع الخضوع ، وتركت كلمة خاضعين على أصلها. و (مِنْ ذِكْرٍ) من زائدة إعرابا وذكر فاعل يأتيهم.