سورة الأنبياء
مكيّة وهي مائة واثنتا عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) في يوم القيامة ، والمراد بالقرب أن كل آت قريب ، وفي نهج البلاغة : من كانت مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وإن كان واقفا ، ويقطع المسافة وإن كان مقيما وادعا (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) عما يراد بهم (مُعْرِضُونَ) عن سبيل الهدى والنجاة.
٢ ـ (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) المراد بالذكر القرآن ، وبمحدث التجديد في الحياة والتقاليد (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) لأنهم أعداء التطور والتجديد وإن كان الأفضل والأكمل ، وأنصار الجمود والجدود وإن كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون.
٣ ـ (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) عن الحق والخير (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) الذين بدل من واو أسروا ، والنجوى : حديث السر (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) أسر بعض المشركين لبعض وقالوا : من هو محمد حتى يسمع له ويطاع؟ إنه تماما كأحدكم ، فكيف اختص بالوحي من دونكم؟
٤ ـ (قالَ) محمد : (رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) ومن أحاط علما بكل قول وفعل يعلم أن قول محمد (ص) حق وصدق ، وقول أعدائه زور وبهتان.
٥ ـ (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) أخلاط منامات لا أصل لها ولا أساس من الواقع (بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ) وإن دلّ هذا الاضطراب والتخبط في الأقوال والآراء عن محمد (ص) والقرآن على شيء ـ فإنه يدل على أنهم هم الحالمون الواهمون وأن محمدا (ص) هو الصادق المحق.
٦ ـ (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) قال أعداء محمد (ص) : نرفض كل معجزة يأتينا بها إلا معجزة نقترحها نحن. فأجابهم سبحانه بأن بعض الأمم اقترحوا على أنبيائهم نوعا معينا من المعجزات كناقة صالح ، ولما استجابوا لهم رفضوا الإيمان ، وأصروا على الكفر ، فأهلكهم الله سبحانه ، وعين الشيء يحدث لأعداء محمد (ص) لو استجاب لاقتراحهم.
___________________________________
الإعراب : (مِنْ ذِكْرٍ) من زائدة أعرابيا وذكر فاعل يأتيهم. و (مِنْ رَبِّهِمْ) متعلق بمحذوف صفة لذكر. ومحدث صفة ثانية. و (لاهِيَةً) حال من واو (يَلْعَبُونَ). و (الَّذِينَ ظَلَمُوا) بدل من واو (أَسَرُّوا). و (مِثْلُكُمْ) صفة ل (بَشَرٌ). و (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) خبر لمبتدأ محذوف أي هو أضغاث أحلام.