حتى بالنسبة للحياة الطبية الحاضرة.
هذا ... ولا يسعنا هنا الا ان نعبر عن اسفنا العميق ، لاننا رأينا : ان المسلمين الذين عاصروا النبي صلىاللهعليهوآله ، والائمة عليهمالسلام ... لا يهتمون ـ حتى شيعتهم ـ الا ببعض العلوم الطبية ، التي كرسوا لها كل اوقاتهم وجهودهم واهتماماتهم ، واهملوا ما عداها ... حتى اننا لنجد الائمة عليهمالسلام يحاولون توجيههم نحو البحث عن العلل والاسباب ، فنجد الامام الباقر (ع) يأمر اصحابه اذا افتاهم بفتوى : ان يسألوه عن مخرج الفتوى ومأخذها من القرآن الكريم ... ولكن الملاحظ : هو ان ذلك التوجيه والتحريض لم يكن له الاثر المرجو والمطلوب ، حيث نجد : انهم ـ مع ذلك ـ كانوا يكتفون منه بالجواب عن المسألة فقط!!.
ولعل عدم اهتمامهم هذا يفسر لنا ما نلاحظه من عدم وجود سند صحيح ـ غالبا ـ للروايات الواردة في الطب ، والمأكولات ، والادوية ونحوها ، ولا اهتم ارباب الجرح والتعديل بنقد اسانيدها وتصحيحها.
وعلى كل حال ... فأما بالنسبة الى الطب فيما بعد القرن الاول الهجري فلا بد من ايجاز القول فيه على النحو التالي :
ويحاول كثيرون ، ولاهداف لاتخفى!! ان يعطوا المنجزات الطبية ، وكل تقدم علمي صفة قومية بالدرجة الاولى ، فهذا يركز :
اليونان ...
وهذا على المصريين ...
وذاك على الفرس ...
وذاك على العرب ...
وهكذا ...
ونقول لكل هؤلاء : لماذا لم تستطع تلك الامم في كل تاريخها الطويل