القسم الثاني والثمانون
التعليق والإدماج
وهو أن يدمج مدحا بمدح أو هجوا بهجو ، أو معنى بمعنى كما قال المتنبي :
إلى كم تردّ الرّسل عما أتوا به |
|
كأنهم فيما وهبت ملام |
أدمج رد الرسل برد اللوم ، وكلاهما مدح .. وقوله أيضا :
حسن في وجوه أعدائه |
|
أقبح من ضيفه رأته السّوام |
أدمج الحسن مع القبح وكلاهما مدح وصفه بالكلام ، لأن ابله إذا رأت ضيفه علمت أنه ينحرها له ، وقد سمى العسكري هذا النوع في كتاب الصناعتين له المضاعف ، وأنشد فيه :
وأسرعت نحوك لما دعو |
|
ت كأني نوالك في سرعته |
ـ ومثله في وجيه الدولة :
وبات أسعدنا حظّا بصاحبه |
|
من كان في الحبّ أشقانا بصاحبه |
وقاعدة هذا الباب أن يكون أحد المعنيين تلويحا والآخر تصريحا. وفي القرآن العظيم من هذا النوع كثير.