والهاشميّ أولى من غيره إذا كان بشرائط الإمامة. وإذا تشاحّ الأئمة فمن قدّمه المأمون فهو أولى.
______________________________________________________
وهل الأفضل لهم الإذن للأكمل منهم أو مباشرة الإمامة؟ فيه وجهان ، وظاهر الرواية يدل على أن الأفضل لهم المباشرة ، وعلى هذا فلو أذنوا فالأفضل للمأذون له رد الإذن ليستقر الحق على ( أصله ) (١).
ولا تتوقف أولوية الراتب في المسجد على حضوره فلو تأخر روسل ليحضر أو يستنيب إلى أن يتضيق وقت الفضيلة.
قوله : ( والهاشمي أولى من غيره إذا كان جامعا للشرائط ).
المراد أنه أولى من غير الثلاثة المتقدمة فإنهم أولى منه ، وهذا الحكم ذكره الشيخ (٢) وجمع من الأصحاب ، واستحسنه في المنتهى مستدلا عليه بأن الهاشمي أفضل من غيره وتقديم المفضول قبيح عقلا (٣).
وقال الشهيد في الذكرى بعد اعترافه بعدم الوقوف على مستند لذلك سوى ما روي مرسلا أو مسندا بطريق غير معلوم من قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قدموا قريشا ولا تقدموهم » (٤) : نعم فيه إكراما لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ تقديمه لأجله نوع إكرام ، وإكرام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتبجيله مما لا خفاء بأولويته (٥).
قوله : ( وإذا تشاحّ الأئمة فمن قدّمه المأمومون فهو أولى ).
إذا تشاح الأئمة فإما أن يكره المأمومون إمامة بعضهم بأسرهم ، وإما أن يختاروا إمامة واحد بأسرهم ، وإما أن يختلفوا في الاختيار. فإن كرهه جميعهم لم يؤم بهم. لقوله عليهالسلام : « ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة » أحدهم من تقدم
__________________
(١) في « م » : أهله.
(٢) النهاية : ١١٢.
(٣) المنتهى ١ : ٣٧٥.
(٤) الجامع الصغير ٢ : ٢٥٣ ـ ٦١٠٩ ، ٦١١٠.
(٥) الذكرى : ٢٧٠.