وقال ابن سيرين : « حدثني عكرمة عن مصحفه قال : لو اجتمعت الانس والجن على أن يألفوه هذا التأليف ما استطاعوا فتتبعته وكتبت فيه الى المدينة فلم أقدر عليه فلو أصبت ذلك لكان فيه علم » (١).
قال العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي : « نعم من المعلوم عند الشيعة أن علياً اميرالمؤمنين عليهالسلام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يرتد برداء الا للصلاة حتى جمع القرآن على ترتيب نزوله وتقدم منسوخه على ناسخه »(٢).
أقول : الظاهر أن مصحف علي عليهالسلام فيه التأويل والتنزيل والناسخ والمنسوخ وتوضيح الايات الواردة فيه وبيانها ، ولعل كيفية تدوينه على ترتيب نزول القرآن ، وعلى هذا ففيه شأن نزول الايات والأحكام الفقهية المترتبة عليها ، واعتقادنا أنه موجود عند امام زماننا الحجة القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وجعل ابن النديم في أول التفاسير تفسير مولانا وامامنا محمد بن علي الباقر عليهماالسلام ، قال ما نصه : « تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن : كتاب الباقر محمد بن على بن الحسين بن علي عليهمالسلام...» ٣) وعلى أي حال ليس لأحد أن يكرم تقدم الشيعة في علوم القرآن ، لأن : أول من جمع القرآن هو مولانا الامام امير المؤمنين على بن ابى طالب عليهالسلام كمامر.
وأول من وضع نقط المصحف : هو أبو الاسود الدوئلى صاحب مولانا أميرالمؤمنين علي عليهالسلام.
__________________
١) طبقات ابن سعد ٢ / ١٠١.
٢) آلاء الرحمن ١ / ١٨.
٣) الفهرست / ٣٦.