وعلى القديرين الأخيرين تكون الباء بمعنى الاستعانة باسم الله تعالى كما يقال : اكتبوا بالقلم.
وذلك لجلالة اسم الله وبركته لجلال المسمى تقدست أسماؤه وجلت آلاؤه. ويكون المقروء والمقول هو ما بعد البسملة من السورة.
ويرد على هذا النحو من التقديرمنافاة ذلك لجزئية البسملة جزء من جميع السور القرآنيه ومساواتها لسائر آياتها في حكم القراءة. وقد أفتى (١) الفقهاء أن البسملة جزء من كل سورة فيجب قراءتها عدى سورة برائة ، وعليه بنوا رضوان الله عليهم وجوب تعيين السورة عند الشروع في البسملة وانه لو عين سورة ثم عدل الى غيرها يجب اعادة البسملة للمعدول اليها ، واذا عين سورة عند البسملة ثم نسيها ولم يدر ما عين أعاد البسملة مع تعيين سورة معينة.
والظاهر وفاقاً لبعض المتأخرين أن البسملة في جميع السور القرآنية متعلقة بكلمة « ابدأ » للمتكلم من قول الله جل اسمه [ ... ] (٢) بجلال اسمه الكريم وبركاته وتعظيماً له لجلال المسمى وعظمته جل شأنه وله الأسماء الحسنى ، كما أمر في القرآن الكريم بذكر اسمه وتسبيحه ، كما في السورة المائدة والحج والمزمل والدهر والأعلى ، فيعظم المقدور في جميع الأحوال بتعظيم واحد على نسق واحد.
* * *
( الله ) قال في المصباح (٣) : واعلم أن هذا الاسم الشريف قد امتاز عن اسمائه الحسنى بأمور عشرة : الأول والثاني والثالث أنه اشهر أسماء الله تعالى واعلاها محلا في القرآن واسناها مكانا قي الدعاء.
__________________
١) ذكر خ ل.
٢) كلمة لاتقرأ.
٣ ) المصباح / ٣١٥.