ولمّا رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان ، وآخى علي بن أبي طالب رضياللهعنه قال : علي مني كهارون من موسى ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
وللشيعة به تعلّق كبير. وقال الحازمي : هو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة ، به غدير ، عنده خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحمأ » (١).
وعلى الجملة ، فإنّ حديث المنزلة وارد في مواضع كثيرة غير غزوة تبوك ، في أحاديث كبار المحدّثين في الأسفار المعتبرة ... فما ذكره ( الدهلوي ) من تخصيص هذا الحديث بإرادة العهد ، وحمله على الخلافة الجزئية ، تقليد أعمى وتعصّب مقيت.
مضافاً إلى أنّ السيد علي الهمداني ـ وهو من مشايخ ( الدهلوي ) ووالده ـ يروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ورود هذا الحديث في عشرة مواضع ، وهذه عبارة كتابه ( المودة في القربى ) :
« عن الصّادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعليّ في عشرة مواضع : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».
ومن غرائب الامور نفي ابن تيميّة ورود هذا الحديث إلاّفي غزوة تبوك ،
__________________
(١) وفيات الأعيان ٤ / ٣١٨.