ورواه الطّبراني ، فقد روى الوصابي في ( الإكتفاء ) « عن علي بن أبي طالب ، قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا خلّفني على المدينة : خلّفتك لتكون خليفتي. قلت : كيف أتخلّف عنك يا رسول الله؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي. أخرجه الطبراني في الأوسط ».
ورواه أحمد والحاكم ، ففي ( مفتاح النجا ) : « أخرج أحمد والحاكم عن ابن عباس رضياللهعنه : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».
كما روى الحاكم في ( المستدرك ) قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين : « إن المدينة لا تصلح إلاّبي أو بك » (١).
ونصّ عليه ـ عدا عبد الرزاق وأحمد والطبراني وابن عبد البر وابن المغازلي وابن دحية والشّامي ـ جماعة آخرون من أعلام الأعيان ، أمثال : القاضي عياض ، والسرّاج ، والنووي ، والمزي ، وابن تيمية ، والقسطلاني ، والعلقمي ، وابن روزبهان ، وابن حجر المكي ، ومحمد پارسا ، وشيخ العيدروس وإسحاق الهروي ، والبدخشاني ، وولي الله الدهلوي ، والرشيد الدهلوي وغيرهم.
قال القاضي عياض ـ كما في ( المرقاة ) ـ : « وليس فيه دلالة على استخلافه بعده ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما قال هذا حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك » (٢).
وقال ابن عبد البر : « ذكر السرّاج في تاريخه : ولم يتخلّف ـ أي علي ـ عن
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٢ / ٣٣٧.
(٢) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٤.