وبنا عبد الله ولولانا ما عبد الله.
(اقول من اعظم معجزات الائمة عليهمالسلام) كثرة علومهم وما فى ايدى الناس من انواع الحكمة المتلقاة عنهم مع قصور افهامنا عن ادراك كنه علومهم مع ان علومهم وحكمتهم الكاملة قد تفوقت عن حد القدرة البشرية وان ذلك كله حكمة لدنيّة وموهبة الهيّة عجز الواصفون عن صفتها وقصرت الافهام عن كنه حقائقها (وبالجملة) فمن تتبع فى كلماتهم التامة الكاملة الشريفة والادعية والخطب البالغة الصادرة عنهم عليهمالسلام كدعاء كميل والصحيفة السجادية واشباه ذلك يجد علما قطعيا بامتناع صدور مثلها عن البشر إلّا بسبب المعجزة ولذا عجز الفصحاء والبلغاء عن الاتيان بمثل هذه الخطب الباهرات المشتملة على علوم السماوات وفى الحديث المروى بعدة طرق عنهم (ع) نحن خزان الله فى سمائه وارضه وفى الحديث ان الله جعل ولايتنا اهل البيت قطب القرآن.
(وفى الاختصاص) عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليهالسلام قال انا لنتكلم بالكلمة لها سبعون وجها لى من كلها المخرج وعن محمد بن النعمان الاحول عن ابى عبد الله عليهالسلام قال انتم افقه الناس ما عرفتم معانى كلامنا ان كلامنا ينصرف على سبعين وجها وعن ابى بصير قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول انى لا تكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها ان شئت اخذت كذا وان شئت اخذت كذا.
(وكيف كان) لا بأس بنقل عين عبارات بعض الاعلام فى تلك المسألة المشكلة لتكون على بصيرة فيها وتختار القول الصحيح فيها.
(قال بعض المحشين للكتاب ره) ان الذى اعتقده بعد التامل فى الاخبار والتتبع فى كلمات المحققين والمتكلمين والحكماء والفقهاء من علماء الاعصار والامصار هو ان علمهم (ع) فعلىّ بحيث يكون كل علم من العلوم الامكانية من الغيبية والشهودية مرتسما فى لوح صدورهم حاضرا عندهم لكن الالتفات الى علومهم بارادتهم فلا يكون معلوماتهم نصب عينهم دائما فاصل علمهم حضورىّ وعلمهم بالعلم ارادىّ وبه نجمع بين الاخبار المختلفة انتهى.