لأن التعارض بين العقد السلبي من الاولى والعقد الإيجابي من الثانية.
إلّا أنّ الأول عامّ والثاني مطلق ، والتقييد اولى من التخصيص.
____________________________________
وفي شرح الاستاذ الاعتمادي : إنّ غرضه من قوله : جعلهما كرواية واحدة هو رفع اليد عن ظاهر الحصر في كلّ منهما بنصّ الآخر ، فهما بمنزلة قوله : لا ضمان في العارية إلّا في الدرهم والدينار.
وأيضا اتصال المخصّص يقلب النسبة بين رواية الجنسين وكلّ من روايتي النقدين إلى العموم من وجه ، وإن لم تجعلا كرواية واحدة فلا مجال لتوهّم أنّ انضمام كلّ منهما بالآخر من المخصّص المتصل غير المقلّب للنسبة ، وحينئذ يصحّ تنزيلهما أوّلا منزلة رواية واحدة ثمّ ملاحظة النسبة وهي العموم من وجه.
لأن التعارض بين العقد السلبي من الاولى والعقد الإيجابي من الثانيّة.
فلا تعارض بين العقد الإيجابي في الاولى والسلبي في الثانية ، لأن العقد الإيجابي في الاولى قد اقتضى ثبوت الضمان في الدرهم والدينار ، وهو لا ينافي عدم ضمان ما عدا الذهب والفضة ، كما هو مقتضى العقد السلبي في الثاني ، وكذلك العقد السلبي في الثانية اقتضى عدم ضمان ما عدا الذهب والفضة مطلقا ، وهو لا ينافي ثبوت الضمان في الدرهم والدينار ، كما هو مقتضى العقد الإيجابي في الأوّل.
وبعبارة واضحة كما في شرح الاستاذ الاعتمادي : إنّ رواية النقدين عقدها الإيجابي ضمان النقدين وعقدها السلبي عدم ضمان غيرهما ، ورواية الجنسين عقدها الإيجابي ضمان الجنسين وعقدها السلبي عدم ضمان غيرهما ، فيتعارض العقد السلبي من الأوّل ـ أعني : عدم ضمان غير النقدين ـ والإيجابي من الثاني ، أعني : ضمان الجنسين بالعموم من وجه ، افتراق الأوّل في سائر الأشياء غير الذهب والفضة ، وافتراق الثاني في النقدين.
ومادّة الاجتماع والتعارض هي غير المسكوك من الجنسين ، فكلّ منهما يصلح مخصّصا للآخر فيقدّم الأظهر ، كما قال :
إلّا أنّ الأوّل عامّ لكونه سلبيّا والثاني مطلق لكونه ثبوتيّا ، والتقييد اولى من التخصيص كما مرّ غير مرّة.