والحسد ، والغضب ، والشهوة ، فهذه منفيّة عنه لايجوز أن يكون حريصاً على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه؛ لأنّه خازن المسلمين ، فعلى ماذا يحرص؟
ولايجوز أن يكون حسوداً؛ لأنّ الإنسان إنّما يحسد من فوقه ، وليس فوقه أحد ، فكيف يحسد من هو دونه؟
ولايجوز أن يغضب لشيء من اُمور الدنيا إلاّ أن يكون غضبه لله عزوجل ، فإنّ الله فرض عليه إقامة الحدود ، وأن لاتأخذه في الله لومة لائم ، ولا رأفة في دينه حتّى يقيم حدود الله ، ولايجوز له أن يتبع الشهوات ، ويؤثر الدنيا على الآخرة ؛ لأنّ الله عزوجل قد حبّب إليه الآخرة كما حبّب إلينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا ، فهل رأيت أحداً ترك وجهاً حسناً لوجه قبيح ، وطعاماً طيّباً لطعام مُرّ ، وثوباً ليّناً لثوب خشن ، ونعمة دائمة باقية لدنيازائلة فانية ؟ (١) .
__________________
(١) ذكره المصنّف في الأمالي : ٧٣١ / ١٠٠٣ ، ومعاني الأخبار : ١٣٣ / ٣ ، والخصال : ٢١٥ / ٣٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ١٩٢ / ١.