٢٧ ـ (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ
شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ...) لا حد لقدرة الله إلا بأنها لا حد لها ، وفي نهج البلاغة :
لو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق ، وخافوا عذاب الحريق
وتقدم في الآية ١٠٩ من الكهف.
٢٨ ـ (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا
كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) هذا رد على من قال : البعث محال. وجوابه أن خلق الناس
بالكامل وبعثهم بعد الموت كذلك هو عند الله سبحانه كخلق النفس الواحدة وبعثها حيث
يتساوى في قدرته إيجاد القليل والكثير والخطير والحقير ، فكل شيء يوجد بكلمة «كن».
٢٩ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ...)
الليل والنهار وما
يتصل بهما تابع لكروية الأرض ودورانها ولو كانت مسطحة لما كان شيء من ذلك ، وتقدم
في الآية ٢٧ من آل عمران (كُلٌّ يَجْرِي إِلى
أَجَلٍ مُسَمًّى) لكل من الشمس والقمر حركته الخاصة به إلى ما شاء الله ،
وتقدم في الآية ٢ من الرعد.
٣٠ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) لأنه ما خلق شيئا ولا شرع حكما ولا أخبر عن حادثة سابقة أو
لاحقة إلا بالحق والصدق وإلا لمصلحة وحكمة بالغة ، وتقدم بالحرف في الآية ٦٢ من
الحج.
٣١ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي
فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ) يكرر سبحانه ويذكر عباده بأن كل ما يتمتعون به من أسباب
الحياة هو منه لا منهم أو مما يرجون من دون الله كيلا يغفلوا ويذهلوا عن الخالق
والرازق والميسر والمدبر ، ومتى آمنوا وأيقنوا بذلك شكروا في السراء ، وصبروا على
البلاء مع الشعور والأمل بأن الله سبحانه قد يفتح لهم باب الخلاص والفرج.
٣٢ ـ (وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) جمع ظلمة وهي ما يعلو ويظلل من كل شيء ، والمعنى إذا ارتفع
فوق السفينة موج كالجبال (دَعَوُا اللهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) التجأوا إليه خاشعين متضرعين (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ
إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) معتدل
___________________________________
الإعراب : وجملة
وهو محسن حال ، وجملة فقد استمسك خبر من يسلم. وقليلا صفة لمفعول مطلق محذوف أي
تمتعا قليلا. مخلصين حال من فاعل دعوا. ونقل ابن هشام في كتاب المغني عن ابن مالك
ان (لما) هنا بمعنى إذا ، بدليل دخول الفاء على جوابها.