٤٠ ـ (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا
أَسْماءً ...) لا تنفع ولا تضر ولا تدل عبادتها إلا على الجهل وسفه العقل
(إِنِ الْحُكْمُ
إِلَّا لِلَّهِ) الذي يقول للشيء كن فيكون ، بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير
ولا يجار عليه (ذلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ) أي المستقيم على العقل والعدل والحق والخير وصالح الفرد
والجماعة ، في عقيدته وشريعته وجميع أحكامه.
٤١ ـ (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا
أَحَدُكُما) وهو الساقي (فَيَسْقِي رَبَّهُ) سيده فرعون (خَمْراً وَأَمَّا
الْآخَرُ) وهو الخباز (فَيُصْلَبُ
فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ) وهذا واقع لا محالة (قُضِيَ الْأَمْرُ) قد بتّ ، وانتهى حكمه.
٤٢ ـ (وَقالَ) ـ يوسف ـ (لِلَّذِي ظَنَّ
أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) متى رجعت إلى قصر فرعون فقل له : إن يوسف سجن من غير
محاكمة أو سؤال (فَأَنْساهُ
الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) عاد الساقي إلى القصر ، ولكنه نسي في زحمة أعماله أن يذكر
يوسف عند فرعون (فَلَبِثَ) ـ يوسف ـ (فِي السِّجْنِ بِضْعَ
سِنِينَ) قال الشيخ الطبرسي : أصح الأقوال أنه لبث في السجن سبع
سنين.
٤٣ ـ (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى ...) رأى فرعون رؤيا عجيبة غريبة هالته وحيرته ، رأى سبع بقرات
هزيلات تأكل سبع بقرات سمان! ما هذا؟ بقر يأكل بقرا؟ وفوق ذلك الضعيف الهزيل يأكل
القوي السمين؟ وأيضا سنابل يابسات تلتوي على سنابل خضر في حقل واحد! وهذا مدهش
ومحير. فدعا فرعون رجال حاشيته وكهنة دولته ، وقص عليهم ما رأى ، وسألهم عن
التأويل فلم يعرفوا واعتذروا بأن رؤياه :
٤٤ ـ (قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) مختلطة وملتبسة لا يمكن تفسيرها بحال. وعندها تذكر يوسف
الساقي الذي أعيد إلى وظيفته ، وأوصاه يوسف أن يذكره عند ربه ، وإليه أشار سبحانه
بقوله :
___________________________________
الإعراب : (أَرْبابٌ) الهمزة استفهام انكاري. (مُتَفَرِّقُونَ) صفة. (سَمَّيْتُمُوها) تتعدى إلى مفعولين والثاني محذوف أي سميتموها آلهة. وأنتم
توكيد لضمير الفاعل ، و (آباؤُكُمْ) عطف عليه أو على الضمير المتصل. و (مِنْ سُلْطانٍ) من زائدة اعرابا وسلطان مفعول أنزل. و (إِنِ الْحُكْمُ) ان نافية. و (أَلَّا تَعْبُدُوا) الا مركبة من كلمتين ان المصدرية ولا النافية ، والمصدر
المنسبك مجرور بالباء المحذوفة ، أي أمر بعدم عبادة غيره. بضع من الأعداد ، ويطلق
على الثلاثة الى العشرة ، ونصب على انه ظرف زمان لاضافته الى سنين ، والعامل فيه
لبث.