يمحوه ، أو مع عدم علمه بذلك لعدم دليل على لزوم علمه بجميع ما جرى في علم الله سبحانه لعدم منافات بين هذا وبين ثبوت مقام العصمة كما عرفت ، بل الدّليل قائم على خلافه فإن البشر وإن بلغ إلى أقصى مراتب كمال قوّة النّفس إلّا أنّه مع هذا لا يخرج عن ما هو للّزوم مقام البشريّة ، أين التّراب وربّ الأرباب؟ كيف يمكن أن يكون إحاطة البشر وإن بلغ ما بلغ كاحاطة خالقه فيخبر به ويظهره على طبق ما أمر به لأجل حكمة في نفس ذلك الإخبار والإظهار في التّكوينات ، ثمّ يبدو وينكشف في أمّ الكتاب ولوح المحو بعد الإثبات كما اتّفق كثيرا في حقّ الأنبياء والأولياء عليهمالسلام على ما نطقت به الرّوايات المتواترات ، فالبداء في حقّه تبارك وتعالى مطلقا في الشّرعيّات والتّكوينيّات إبداء لما اقتضت الحكمة إخفائه في الابتداء ، وإنّما نسب إليه البداء مع كونه حقيقة إبداء لكمال شباهته بالبداء في غيره ، وفيما ذكرناه كفاية في هذا الباب وأنّه الهادي إلى الصّواب.
والحمد لله وصلّى الله على محمّد وآله
ختم في اليوم
العشرين من جمادي الثّاني
من سنة ١٣٢٨ ه ق