الرّضا عليهالسلام استفاد من درس المولى عبد الرحيم الجامي ، ويعتقد الآخرون أنّه حضر دروس العلّامة محمّد باقر المجلسي «رحمهالله» في زمن إقامته في مدينة أصفهان ، وتوفق بأخذ إجازة الرّواية والفتوى منه «رحمهالله» ، وبعد نيله المدارج العالية واحرازه المراتب العلميّة السّامية أقفل راجعا إلى مدينته دزفول ، واغتنم طلاب العلم وجوده الشّريف بينهم ، فتقاطروا من الأطراف والأكناف إلى درسه وتخرج جميع العلماء والفضلاء في تلك الأيّام وفي تلك الدّيار من مدرسته وتربوا على يده المباركة وكان لهم افتخار التّلمذة.
كما حضر في درس العلّامة الكبير المرحوم السّيد عبد الله الجزائري حفيد المحدّث الكبير المرحوم السّيد نعمة الله الجزائري «رحمهالله» بعد هجرته من مدينة التّوستر ـ الشّوشتر ـ إلى مدينة دزفول ـ وذكر في كتابه «الإجازة الكبيرة» عن فضله وكماله وتقواه وفقاهته.
كان للسّيد عبد الباقي مدرسا كبيرا يحضره الأعلام للاستفادة منه ـ يعرف هذا المحل أو المدرس ب «غرفة السّيد آقا ميري» (١) ولا زال جانبا من هذا البناء باقيا إلى الآن ـ فكان له «ره» مضافا إلى مقامه العلمي الشّامخ إمامة الجمعة ، تولى إمامة الجماعة في المسجد الجامع في دزفول من سنة (١١١٠ ه ق) تقريبا (٢) ، ولا زالت إمامة الجماعة بيد أحد أبناء هذه العائلة الكريمة.
__________________
(١) وللأسف اعتبر بعض الكتّاب الجهلاء ، هذا المحل من الآثار التاريخية يعود إلى قبل الإسلام ، وهذا خطأ ، لأنّ الحوزات العلميّة في دزفول كانت تسمى في السّابق «اطاق» وبهذا الدّليل كانت أكثر البيوتات العلميّة في دزفول لها مثل هذه الغرف ، ويجدر بالذّكر أنّ تاريخ بناء «أطاق» آقا مير يعود إلى العصر الصّفوي.
(٢) أقدم سند موجود للمسجد الجامع في دزفول ، سند الوقف لحمام المسجد ، ويرجع تاريخ كتابته إلى سنة (١٠٥١ ه ، ق) وفيها نسخة محفوظة.