ويكوّنه ، والنّاهي أيضا يلاحظ عدم الطّبيعة أو الفرد أو استمراره على القولين ، ثمّ يطلبه من المكلّف ويبعثه ويدعوه إليه أو يزجره عن فعله نهيه عنه كي لا يصدر عنه ولا يجعله ولا يكوّنه ، فمتعلق الطّلب على القولين ليس إلّا وجود الطّبيعة أو عدمها لا نفس الطّبيعة لتوجد أو تعدم كما يتوهّم هذا على القول بأصالة الوجود ، وأمّا على القول بأصالة الماهيّة فمتعلق الطّلب في الأوامر وإن كان هي الطّبيعة لكن لا بما هي هي ، بل بما هي نفسها في الخارج بحيث يستحق أن يحمل عليه الموجود أصالة لا بتبع الوجود فيطلبها كذلك من المكلّف كي يجعلها من الخارجيات والأعيان الثّابتات لا بوجودها.
وكيف كان : يلاحظ الأمر ما هو المقصود من الماهيّة الخارجيّة أو الوجود فيطلبه ويبعث المأمور نحوه ليصدر عنه ويكوّن ما لم يكن من الماهيّة أو الوجود ، وبالجملة ليس متعلق الطّلب إلّا جعل ما هو المتأصل فيه في ظرف الخارج وعالم الكون من الماهيّة بنفسها أو بوجودها على اختلاف القولين لا نفس الطّبيعة لتوجد أو تعدم.
وأقول : تصوير الفرق بين ما أفاده الأستاذ العلّامة «دام ظله» وبين ما حكي عن المتوهم على القول بأصالة الماهيّة لا يخلو عن خفاء أو إشكال.
* * *