بتقديم الحقيقة على المجاز ورجّحوها) أي الحقيقة (عليه) لأنّ بناء ابناء المحاورة الأخذ بظهور اللفظ الكاشف عن معناه الحقيقي ما دام لم يثبت بقرينة متّصلة أو منفصلة ارادة خلاف الظاهر منه فيحمل اللفظ على معناه الحقيقي حتّى يثبت خلافه.
ومثّل له في شرح الزبدة على ما حكى عنه بما لو ورد من وطء أمة أبيه فليس بزان ، معارض لقوله : من دخل ذكره في أمة أبيه فهو زان ، فإن الوطى مجاز في الايلاج وحقيقة في ضرب القدم ، فيكون المراد من ورود : من وطء أمة أبيه فليس بزان ، أي الوطى بمعنى ضرب القدم عليها ، ولا يخفى عليك ما في المثال (فان ارادوا) من ذلك من جهة تساوي الظهورين ، يعني (أنّه إذا دار الأمر بين طرح الوضع اللفظي بإرادة المعنى المجازي) وعدم ارادة المعنى الحقيقي (وبين طرح مقتضى القرينة في الظهور المجازي بارادة المعنى الحقيقي) يقدّم الظهور الوضعي على الظهور القريني.
قوله : (فلا أعرف له وجها) جواب لقوله فإن ارادوا (لأنّ ظهور اللفظ في المعنى المجازي إن كان مستندا إلى قرينة لفظية) متّصلة كانت نظير رأيت أسدا يرمى ، أم منفصلة كما إذا قيل : رأيت أسدا وبعد فاصلة ما قيل وهو منقوش في جدار الحمام (فظهوره مستند إلى الوضع) ولا وجه لتقديم معنى الحقيقي ، فقولنا منقوش في الحمام الفاظ حقيقية استعملت في معانيها الحقيقيّة فببركة الوضع فهمنا المعنى المجازي ، فلا معنى لحمل الأسد على المعنى الحقيقي ، لأنّه موضوع له فانّ هذه الألفاظ أي الفاظ القرينة أيضا تدلّ على معانيها بالوضع (وان استند) ظهور اللفظ في المعنى المجازي (إلى حال) أي قرينة حاليّة كما ورد : في الرواية أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقرأ في الصلاة واحد المأمومين أيضا ، كان يقرأ جهرا ، فبعد الصلاة قال له رسول الله «ص» أنّى وجدت ثقل القراءة على لساني ووردت الآية الكريمة ، (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا