بعلم الغيب. والمقصود كذلك أن يكون كلّ أحد بالنسبة لأمر الله من جملة نظارة التقدير ـ فالله يفعل ما يريد.
قوله جل ذكره : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣))
اجتهد من غير تقصير وتوكّل على الله من غير فتور ، وقف حيثما أمرت ، وثق بأنك على صراط مستقيم.
قوله جل ذكره : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (٤٤))
أي إنّ هذا القرآن لذكر لك ؛ أي شرف لك ، وحسن صيت ، واستحقاق منزلة.
قوله جل ذكره : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥))
حشر أرواح الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ ليلة الإسراء ، وقيل له ـ صلىاللهعليهوسلم : سلهم : هل أمرنا أحدا بعبادة غيرنا؟ فلم يشكّ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولم يسأل (١)
ويقال : الخطاب له ، والمراد به غيره .. فمن يرتاب في ذلك؟ (ويقال : المراد منه سل أقوامهم ، لكى إذا قالوا إن الله لم يأمر بذلك كان هذا أبلغ في إبرام الحجة عليهم) (٢).
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا .......... إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠))
كرّر قصة موسى غير مرة في القرآن ، وأعادها هنا مجملة ؛ أرسلناه بدلائلنا ، أرسلناه بحجة ظاهرة قاهرة ، أرسلناه بالمعجزات إلى فرعون وقومه من القبط ، فقوبل بالهزء والضحك
__________________
(١) عن ابن عباس أنه قال : «لا أسأل قد اكتفيت» وعنه أيضا : أنه لم يسأل لأنه كان أعلم بالله منهم.
(٢) ما بين القوسين ساقط في ص وموجود في م ، والمقصود بها : اسأل مؤمنى أهل الكتابين التوراة والإنجيل ـ وعلى هذا الرأى جمهور من المفسرين منهم مجاهد والضحاك وقتادة.