سورة القدر
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) كلمة تحضر قلوب العلماء لتأمّل الشواهد ، وتسكر قلوب العارفين إذا وردوا المشاهد ... فهؤلاء أحضرهم فبصّرهم ، وعلى استدلالهم نصرهم.
وهؤلاء بشراب محابّه أسكرهم ، وفي شهود جلاله حيّرهم.
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١))
فى ليلة قدّر فيها الرحمة لأوليائه ، فى ليلة يجد فيها العابدون قدر نفوسهم ، ويشهد فيها العارفون قدر معبودهم .. وشتان بين وجود قدر وشهود قدر! فلهؤلاء وجود قدر ولكن قدر أنفسهم ، ولهؤلاء شهود قدر ولكن قدر معبودهم.
(وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ)
استفهام على جهة التفخيم لشأن تلك الليلة.
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
أي : هى خير من ألف شهر ليست فيها ليلة القدر. هى ليلة قصيرة على الأحباب لأنهم فيها فى مسامرة وخطاب .. كما قيل :
يا ليلة من ليالى الدهر |
|
قابلت فيها بدرها ببدر |
ولم تكن عن شفق وفجر |
|
حتى تولّت وهي بكر الدهر |