سورة الدّخان
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) كلمة من ذكرها نال في الدنيا والعقبى بهجته ، ومن عرفها بذل فى طلبها مهجته.
كلمة إذا استولت على قلب عطّلته عن كلّ شغل ، كلمة إذا واظب على ذكرها عبد أمّنته من كلّ هول.
قوله جل ذكره : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢))
الحاء تشير إلى حقّه ؛ والميم تشير إلى محبته. ومعناه : بحقي وبمحبتى لعبادى ، وبكتابي العزيز إليهم : إنّى لا أعذّب أهل معرفتى بفرقتى (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤))
(فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) : قيل هي ليلة القدر ، وقيل هي النصف من شعبان وهي ليلة الصّك (٢). أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كلّ سنة بمقدار ما كان جبريل ينزل به على الرسول صلىاللهعليهوسلم (٣).
وسمّاها : (لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) لأنها ليلة افتتاح الوصلة. وأشدّ الليالى بركة ليلة يكون العبد فيها حاضرا بقلبه ، مشاهدا لربّه ، يتنعّم فيها بأنوار الوصلة ، ويجد فيها نسيم القربة.
__________________
(١) يبدو أن القشيري لم يعتبر «إنا أنزلناه ...» جوابا للقسم ، وإلى هذا يذهب بعض النحاة الذين يعتبرون ذلك صفة المقسم به ، ولا تكون صفة المقسم به جوابا القسم (انظر الجامع لأحكام القرآن القرطبي ج ١٦ ص ١٢٥).
(٢) من أسماء هذه الليلة : الليلة المباركة ، وليلة البراءة ، وليلة الصك.
(٣) أي على مدى ثلاث وعشرين سنة.