سورة الضّحى
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) اسم لا يشبهه كفو (١) فى ذاته وصفاته ، ولا يستفزّه (٢) لهو في إثبات مصنوعاته ، ولا يعتريه سهو في علمه وحكمته ، ولا يعترضه لغو في قوله وكلمته.
فهو حكيم لا يلهو ، وعليم لا يسهو ، وحليم يثبت ويمحو ؛ فالصدق قوله ، والحقّ حكمه ، والخلق خلقه والملك ملكه.
قوله جل ذكره : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢))
(وَالضُّحى) : ساعة من النهار. أو النهار كلّه يسمّى ضحى. ويقال : أقسم بصلاة الضّحى.
ويقال : الضحى الساعة التي كلّم فيها موسى عليهالسلام.
(وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) أي : ليلة المعراج ، و (سَجى) : أي سكن ، ويقال : هو عامّ فى جنس الليل.
ويقال : (الضُّحى) وقت الشهود. (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) الذي قال : إنه ليغانّ على قلبى (٣) ...»
__________________
(١) أصلها «كفؤ» أي مماثل ، أو قوى قادر على تصريف العمل.
ويقرأ بضم الفاء وسكونها ، فإن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم فإنه يجوز في عينه الضم والإسكان إلا قوله تعالى (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) (آية ١٥ سورة الزخرف).
(٢) استفزه الشيء ـ استخفه ، واستفزه فلان ـ أثاره وأزعجه.
(٣) عن أغر مزينة قال : قال رسول الله (ص) : إنه ليغان على قلبى حتى أستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة» أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. وفي رواية لمسلم : «توبوا إلى ربكم ، فو الله إنى لأتوب إلى ربى تبارك وتعالى في اليوم مائة مرة».