سورة الفجر
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
بسم الله كلمة ما استولت على قلب فقير فأقلقته ، وما تمكّنت من سرّ متيّم فشتّته ، وما استولت على روح محبّ فرحمته (١). كلمة قهّارة للقلوب .. ولكن لا لكلّ قلب ، كلمة لا سبيل لها لكلّ عقل ، كلمة تكتفى من العابدين بقراءتهم لها ، ولكنها لا ترضى من المحبين إلا ببذل أرواحهم فيها.
قوله جل ذكره : (وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢))
الفجر انفجار الصّبح وهو اثنان : مستطيل وقصير (٢) ؛ ففى التفسير : إنه فجر المحرّم لأنه ابتداء السنة كلها ، وقيل : فجر ذى الحجة.
ويقال : هو الصخور ينفجر منها الماء.
ويقال : أقسم به لأنّه وقت عبادة الأولياء عند افتتاحهم النهار.
(وَلَيالٍ عَشْرٍ) قيل : هى عشر ذى الحجة ، ويقال : عشر المحرم ؛ لأن آخرها عاشوراء. ويقال : العشر الأخيرة من رمضان.
ويقال : هى العشر التي ذكرها الله في قصة موسى عليهالسلام تمّ به ميعاده بقوله : (وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ)».
__________________
(١) هكذا في النسختين ، ولا نستبعد أنها في الأصل : (فأراحته) ذلك لأن رحمة الله عامة ، للخاصة والكافة ، أما محبته ـ التي هي رحمة خاصة بالخواص ـ فهى المقصودة هنا (الرسالة ص ١٥٨) وهذه المحبة إذا استولت على روح محب أزعجته وما (أراحته) لأنها تتطلب بذل الروح ، واسترخاص المهجة.
(٢) فى النسختين (مستطيل ومستطير) ولم نفهم المقصود ، فوضعنا (قصير) محل مستطير كى يكون هناك بين فجر لعام كامل. وفجر ليوم واحد ـ والله سبحانه وتعالى أعلم.