سورة العاديات
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) كلمة غيور لا يصلح لذكرها إلّا لسان مصون (١) ، عن اللّغو والغيبة ، ولا يصلح لمعرفتها إلّا قلب محروس عن الغفلة والغيبة (٢) ، ولا يصلح لمحبتها إلّا روح محفوظة عن العلاقة والحجبة.
قوله جل ذكره : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١))
(الْعادِياتِ) : الخيل التي تعدو (٣).
(ضَبْحاً) أي إذا ضبحن ضبحا ، والضبح : هو صوت أجوافها إذا عدون. ويقال : ضبحها هو شدة نفسها عند العدو.
وقيل : (الْعادِياتِ) ؛ الإبل (٤).
وقيل : أقسم الله بأفراس الغزاة (٥).
(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً)
تورى بحوافرها النار إذا عدت وأصابت سنابكها الحجارة بالليل.
__________________
(١) من هذا الموضع تبدأ النسخة ص بعد البياض والسقوط اللذين أشرنا إليهما من قبل.
(٢) الغيبة المتصلة باللسان هي الكلام في حقّ الغائب ، والغيبة المتصلة بالقلب هي ورود وارد من أي نوع يعطّل الاتجاه الكامل نحو المحبوب ، كالتفكير في الثواب أو الخوف من العقاب ، أو الطمع في الأعواض ، أو استعجال شىء .. ونحو ذلك مما يشوب كأس المحبة من غيرية ...
(٣) العدو : هو تباعد الأرجل في سرعة المشي.
(٤) هكذا في ص وهي في م (الليل) وهي خطأ في النسخ والفعل المستعمل مع الإبل هو (ضبع) فتكون (ضبحا) هنا بحاء مبدلة عن عين (القرطبي ح ٢٠ ص ١٥٦)
(٥) فى الخبر : «من لم يعرف حرمة فرس الغازى ففيه شعبة من النفاق».