سورة الغاشية
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللَّهِ) : كلمة من سمعها وفي قلبه عرفانه تلألأت أنوار قلبه ، وتفرّقت أنواع كربه ، وتضاعفت في جماله طوارق حبّه ، وتحيّرت في جلاله شوارق لبّه.
كلمة من عرفها ـ وفي قلبه إيمانه ـ أحبّها من داخل الفؤاد ، وهجر ـ في طلبها ـ الرّقاد ، وترك ـ لأجلها ـ كلّ همّ ومراد.
قوله جل ذكره : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١))
(الْغاشِيَةِ) المجلّلة ، يريد بها القيامة تغشى الخلق ، تغشى وجوه الكفّار.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً)
وجوه ـ إذا جاءت القيامة ـ خاشعة أي ذليلة. عاملة ناصبة : النّصب التعب.
جاء في التفسير : أنهم يجرّون على وجوههم.
(تَصْلى ناراً حامِيَةً) تلزم نارا شديدة الحرّ.
ويقال : (عامِلَةٌ) فى الدنيا بالمعاصي ، (ناصِبَةٌ) فى الآخرة بالعذاب.
ويقال : (ناصِبَةٌ) فى الدنيا (عامِلَةٌ) لكن من غير إخلاص كعمل الرهبان (١) ، وفي معناه عمل أهل النفاق.
__________________
(١) روى الضحاك عن ابن عباس قوله : «هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية الله عزوجل ، وعلى الكفر ، مثل عبدة الأوثان ، وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم ، لا يقبل الله ـ جل ثناؤه ـ منهم إلا ما كان خالصا».