سورة الزّلزلة
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) كلمة من تأمّلها بمعانيها ووقف على ما أودع فيها رتعت أسراره في رياض من الأنس مونقة ، وأينعت أفكاره بلوائح من اليقين مشرقة ، فهى على جلال الحقّ شاهدة ، وهي على ما يحيط به الذّكر ويأتى عليه الحصر زائدة.
قوله جل ذكره : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢))
أي : أمواتها ، وما فيها من الكنوز والدفائن.
(وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها)؟
يعنى الكافر الذي لا يؤمن بها أي بالبعث (١).
(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها)
يومئذ تخبّر الأرض :
(بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها)
أي : إنما تفعل ذلك بأمر الله.
__________________
(١) روى الضحاك عن ابن عباس أنه قال : «هو الأسود بن عبد الأسد» ويرى بعض المفسرين : أن الإنسان هنا هو كل إنسان من مؤمن وكافر لأن الجميع لا يعلمون أشراط الساعة في ابتداء أمرها إلى أن يتحققوا عمومها ، ولذا يسأل بعضهم بعضا.
أمّا القشيري فقد نظر إليها من ناحية الاعتراف وجعل من يسأل عنها كافرا بها جاحدا لها. أمّا المؤمن فلا حاجة له في السؤال.