سورة البلد
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١)
(بِسْمِ اللهِ) كلمة تخبر عن جلال أزليّ ، وجمال سرمديّ ، جلال ليس له زوال ، وجمال ليس له انتقال ، جلال لا بأغيار (٢) وأمثال ، جمال لا بصورة ومثال ، وجلال هو استحقاقه لجبروته وجمال هو استيجابه لملكوته ، جلال من كاشفه به فأوصافه فناء في فناء ، وجمال من لاطفه به فأحواله بقاء في بقاء.
قوله جل ذكره : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١))
أي : أقسم بهذا البلد ، وهو مكة.
(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ)
وإنما أحلّت له ساعة واحدة (٣).
(وَوالِدٍ وَما وَلَدَ)
كلّ والد وكلّ مولود. وقيل : آدم وأولاده
وجواب القسم : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ).
ويقال : أقسم بهذا البلد لأنك حلّ به .. وبلد الحبيب حبيب.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ)
__________________
(١) مرة أخرى حدث اضطراب .. فتفسير البسملة هنا كما جاء في م موضوع في ص في أول السورة القادمة : سورة الشمس .. والعكس في م.
(٢) هكذا في م وهي في ص (باعتبار) والصحيح ما أثبتنا.
(٣) عن ابن عباس قال : «أحلّت له ساعة من نهار ثم أطبقت وحرّمت إلى القيامة وذلك يوم فتح مكة. وثبت أن النبي (ص) قال : «إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهى حرام إلى أن تقوم الساعة ، فلم تحل لأحد قبلى ، ولا تحل لأحد بعدى ، ولم تحل لى إلا ساعة من نهار».