على السير السّريع. يقال : وضع البعير وضعا ، وأوضعته أنا فهو موضع إيضاعا : إذا حثثته على السير فأسرع. ومنه قول امرىء القيس (١) : [من الوافر]
أرانا موضعين لأمر غيب |
|
ونسحر بالطعام وبالشراب |
ومنه الحديث : «وأوضع في الوادي وادي محسّر» (٢). وقيل : الإيضاع : سير مثل الخبب. ومثله الإيجاف. وناقة حسنة الوضوع ، وهو استعارة في السير لقولهم : ألقى بعاعه (٣) وجرانه وثقله ، ونحو ذلك. وفي الحديث : «إنّه نبيّ وإنّ صورته واسمه في الوضائع» (٤). قال الأصمعيّ : الوضائع : الكتب وفيها الحكمة. والوضائع في غير هذا : الوظائف التي توظف على الإنسان. ومنه الحديث : «لكم يا بني نهد ودائع الشّرك ووضائع الملك» (٥) أي ما التزمه المسلمون من الوظائف في أموالهم نحو الزّكوات.
والوضائع : جمع وضيعة أيضا ، والوضيعة : الحطيطة من رأس المال. يقال : وضع الرجل في تجارته ، أي خسر. ومنه الحديث : «من أنظر معسرا أو وضع له» (٦) أي من حطّ من رأس المال شيئا. قوله تعالى : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ)(٧) أي يحط عنهم أثقال التكليف. وفي الحديث : «من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر» (٨). قال أبو عبيد : أي ثم قاتل به. أي في الفتنة. يقال ؛ وضع السلاح في بني فلان ، أي ضربهم به. ومنه قول سديف (٩) : [من الخفيف]
فضع السيف وارفع السّوط حتّى |
|
لا ترى فوق ظهرها أمويّا |
__________________
(١) مطلع لقصيدة في ديوانه : ٨٤.
(٢) النهاية : ٥ / ١٩٦.
(٣) البعاع : المتاع.
(٤) النهاية : ٥ / ١٩٨.
(٥) المصدر السابق ، من حديث طهفة.
(٦) المصدر السابق.
(٧) ١٥٧ / الأعراف : ٧.
(٨) النهاية : ٥ / ١٩٧.
(٩) قاله سديف للسفاح كما في النهاية : ٥ / ١٩٧.