للنبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو في الغار. وقيل : لأنّها شقّت مقنعة لها ، فانتطقت بواحد ، وجمعت سفرة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم بأخرويّا لها. وكان الخبيث الحجاج يعيّر عبد الله (١) ب : يابن ذات النطاقين ، لذعارته وحسّه. وفي مدح العباس للنبيّ صلىاللهعليهوسلم (٢) : [من المنسرح]
حتى احتوى بيتك المهيمن من |
|
خندف عليا تحتها النّطق |
ضرب النطاق مثلا له في ارتفاعه وتوسّطه في عشيرته ، فجعله في عليا وجعلهم تحته نطاقا.
فصل النون والظاء
ن ظ ر :
قوله تعالى : (ثُمَّ نَظَرَ)(٣) النظر في الأصل تقليب البصر وتوجيهه إلى جهة المنظور ، فهو بمعنى الرؤية. ثم يستعمل في تقليب البصيرة ، فيكون بمعنى التفكّر. قال بعضهم : هو تقلّب البصر أو البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته. وقد يراد به التأمّل والفحص. وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص.
وقوله تعالى : (انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ)(٤) أي تأمّلوا. وقال بعضهم : إذا عدّي بنفسه كان بمعنى الرؤية ، وإذا عدي بإلى كان بمعنى الميل ، وإذا عدي بفي كان بمعنى التفكّر. وقال آخرون : استعمال النظر في البصر أكثر عند العامة ، وفي البصيرة أكثر عند الخاصّة. وقيل ؛ نظرت إلى كذا : مددت طرفي إليه ، رأيته أم لم تره. ونظرت إليه ، أي رأيته وتدبّرته أيضا ، كقوله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)(٥).
قوله : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٦) هذا بمعنى الفكرة ،
__________________
(١) يريد عبد الله بن الزبير بن العوام.
(٢) النهاية : ٥ / ٧٥ ، واللسان ـ مادة نطق.
(٣) ٢١ / المدثر : ٧٤.
(٤) ١٠١ / يونس : ١٠.
(٥) ١٧ / الغاشية : ٨٨.
(٦) ١٨٥ / الأعراف : ٧.