فصل الميم والصاد
م ص ر :
قوله تعالى : (ادْخُلُوا مِصْرَ)(١) هي هذا البلد المعروف ، ولذلك منعت من الصرف بخلاف (اهْبِطُوا مِصْراً)(٢) إذ المراد مصرا من الأمصار ولذلك صرفت. وقيل : هي بلد بعينه ، وإنّما صرف لخفّة لفظه نحو هند وليس بصحيح لأنّه أعجميّ ، فهو كماه وجور (٣). ولذلك قال بعضهم إنه معرب من مصراييم. وقيل : بل هو عربيّ الوضع. فالمصر : اسم كلّ بلد ممصور أي محدود ، ويقال : مصرت مصرا ، أي بنيته. والمصر : الحدّ. وفي شروط هجر : اشترى فلان الدار بمصورها ، أي بحدودها ، وأنشد (٤) : [من البسيط]
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به |
|
بين النهار وبين الليل قد فصلا |
والماصر : الحاجز بين الماءين. ومصرت الناقة : إذا جمعت أطراف أصابعك على ضرعها فحلبتها. وعليه قالوا : لهم غلّة يتمصّرونها ، أي يحلبون منها قليلا قليلا. وناقة ممصورة : جامعة للبن (٥) لا تسمح بمثله. وثوب ممصّر : مشبّع الصّبغ. ومن كلام الحسن : «لا بأس بكسب ما لم يمصر ولم يبسر» (٦) أي يحتلب بأصبعيه ويبسر على الشاة قبل وقتها.
والمصير : المعى ، جمعه مصران ومصران ، وجمع الجمع مصارين ، وقيل : ميمه مزيدة ، لأنه من صار يصير لأن الطعام يصير إليه ويستقرّ فيه ، فالمصير وزنه مفعول نحو مبيع.
وفي حديث عيسى : «ينزل بين ممصّرتين» (٧). الممصّرة من الثياب : التي فيها صفرة
__________________
(١) ٩٩ / يوسف : ١٢.
(٢) ٦١ / البقرة : ٢.
(٣) ماه : قمر. جور : اسم علم ، والكلمتان فارسيتان.
(٤) قاله أمية يذكر حكمة الخالق تبارك وتعالى (اللسان ـ مادة مصر) ، وفيه : وجعل ، وبه يكسر.
(٥) وفي المفردات (٤٦٩) : مانع للبن.
(٦) النهاية : ٤ / ٣٣٦.
(٧) المصدر السابق.