وتأتي «لما» بمعنى «إلا» كقوله : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(١) في قراءة من شدّد. وقال الآخر (٢) : [من الرجز]
قالت له : بالله يا ذا البردين |
|
لمّا غنثت نفسا أو اثنين |
وتكون حرف جواب لوجوب ، نحو : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ)(٣). وزعم الفارسيّ أنها ظرف زمان. ولها أحكام كثيرة بسطناها في غير هذا.
فصل اللام والهاء
ل ه ب :
قوله تعالى : (ذاتَ لَهَبٍ)(٤) اللهب : اضطرام النار ، واللهب : ما يبدو من اشتعالها. وسمي الخبيث أبا لهب على التفاؤل له بذلك. وقيل : لتلهّب وجنتيه ؛ قال بعض المفسرين : لم يقصد بذلك مقصد كنيته التي اشتهر بها ، وإنما قصد إلى إثبات النار له وأنه من أهلها. وسماه بذلك كما يسمّى المثير للحرب أبا الحرب وأخاها.
وفرس ملهب : شديد العدو ، تشبيها بالنار في سرعتها ، قال امرؤ القيس (٥) : [من الطويل]
فللساق ألهوب
فالألهوب : العدو الشّديد.
__________________
(١) ٤ / الطارق : ٨٦. الفراء : قرأها العوام «لمّا» وخففها بعضهم. الكسائي كان يخففها ، ولا نعرف جهة التثقيل. ونرى أنها لغة في هذيل ؛ يجعلون إلا مع «إن» المخففة «لمّا» ، كأنه قال : ما كل نفس إلا عليها حافظ.
(٢) أورده ابن هشام شاهدا على مجيء «لما» حرف استثناء (مغني اللبيب : ٢٨١).
(٣) ٩٦ / يوسف : ١٧.
(٤) ٣ / المسد : ١١١.
(٥) وتمام البيت (الديوان : ٥٨) :
فللساق ألهوب ، وللسّوط درّة |
|
وللزّجر منه وقع أخرج مهذب |
ورواية اللسان تقديم السوط على الساق.