إلى : أوصل إليه الوسوسة ، ومع اللام : فعلها إلى أجله. وقد أتقنّاه في «الدّرّ المصون» وغيره.
ووسوس ونظيره ممّا يكرّر فيه الفاء والعين نحو سمسم ونؤنؤ ولملم وكفكف سواء صحّ المعنى بإسقاط الثالث نحو كفّ أو لم يصحّ نحو وسوس ، حروفه كلّها أصول عند البصريين خلافا للكوفيين ، حيث يفصّلون فيقولون : إن لم يصحّ بإسقاط الثالث فالكلّ أصول. وإن صحّ باسقاطه فهو زائد ، ودليل ذلك في كتب التّصريف.
و س ي :
قوله تعالى : (يا مُوسى)(١) هو ابن عمران النبيّ المشهور صلىاللهعليهوسلم وعلى سائر الأنبياء. قيل : هو معرب وأصله موشى ـ بالشين المعجمة. قيل : سمي بذلك لأنّه التقط من بين ماء وشجر كما في القصة المشهورة. قيل : و «مو» بالعبرانية (٢) هو الماء و «شا» هو الشجرة. وقال بعضهم : بل هو عربيّ الأصل ، وهو منقول من موسى الحديد هذه الآلة المعروفة التي يحلق بها ، وهو بعيد جدا. ثم إنّ أهل التصريف اختلفوا في موسى الحديد هل هو مشتقّ [من](٣) أوسيت رأسه ، أي حلقته ، أو من ماس يميس ، أي تزيّن؟ والمعنيان لائقان بذلك ، فعلى الأول وزنه مفعل ، وعلى الثاني فعلى. وأصل الواو ياء نحو الصوفيّ والكوسيّ من الصيّف والكيّس.
فصل الواو والشين
و ش ي :
قوله تعالى : (لا شِيَةَ فِيها)(٤) أي ليس فيها لون يخالف لونها. وأصل ذلك من وشى الثوب : إذا نسجه على لونين فأكثر. واستعير ذلك في الحديث فقيل : وشى كلامه ، أي زيّنه
__________________
(١) ١١ / طه : ٢٠ ، وغيرها.
(٢) الصواب : هو بالقبطية ، وانظر معجم أعلام القرآن.
(٣) إضافة يقتضيها السياق.
(٤) ٧١ / البقرة : ٢.