فصل الهاء والياء
ه ي ت :
قوله تعالى : (هَيْتَ لَكَ)(١). هيت اسم فعل بمعنى أقبل وتعال. وقرىء «هيت» بكسر الهاء وفتحها مع فتح التاء للخطاب ، و «هئت» مهموزا مع ضمّة التاء للمتكلم ، أي تهيّأت لك (٢). وفي الحرف لغات وقراءات أوضحتها في غير هذا من الكتب المشار إليها غير مرة.
ه ى ه ت :
قوله تعالى : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ)(٣). هيهات : اسم فعل ماض معناه بعد ، ويرفع الظاهر كقول الشاعر (٤) : [من الطويل]
فهيهات هيهات العقيق وأهله (٥) |
|
وهيهات خلّ بالعقيق نواصله |
أي بعد ، وفيه لغات ، وهو مفرد مطلقا ، أي سواء وقف عليه بالتاء أو (٦) بالهاء. وقد قرىء بهما جميعا. ومنهم من قال : إن وقف عليه بالتاء كان جمعا على حدّ مسلمات وإن وقف عليه بالهاء كان مفردا على حدّ مسلمة. وفرّق أبو علي بينهما أيضا في الجمع والإفراد لوجه آخر فقال : المكسور جمع للمفتوح ، يعني أنك إذا قلت : هيهات ـ بكسر التاء ـ كان جمعا لهيهات بفتحها. وغيره يجعل ذلك من باب اللغة لا من باب الإفراد والجمع.
وقال أبو عبيد صاحب «الغريبين» : من وقف على هيهات بالهاء فأصله من هاهى يهاهي هيهاة. وهو حثّ على السّير. وزعم الزجاج أنه مصدر بمعنى البعد ، أي البعد لما توعدون. قال بعضهم : غلط الزجّاج واستهواه اللام ؛ بمعنى أنه لمّا رأى لام الجرّ بعد هذه
__________________
(١) ٢٣ / يوسف : ١٢.
(٢) وقيل : هيت لك وهيت. وقال الزجاج : وأكثرها هيت لك ؛ بفتح الهاء والتاء. ورويت عن علي : «هيت لك» ، وعن ابن عباس : «هئت لك».
(٣) ٣٦ / المؤمنون : ٢٣.
(٤) البيت لجرير ، وهو من شواهد النحو في اسم الفعل (الديوان : ٤٧٩) ، وروايته فيه : فأيهات.
(٥) ورواية الديوان واللسان : ومن به. العقيق : واد لبني كلاب.
(٦) وفي الأصل : أم.