ويظهر من الخبر المروي عن الرضا عليهالسلام : «أنّي اُدفن في دار موحشة ، وبلاد غريبة» (١) ، أنه في مدة أربعمائة سنة المذكورة ، لم تكن في حوالي مرقده الشریف دار ولا سكنة ، وكانت نوقان في كمال العمران مع أنه ما بين (٢) نوقان وسناباد من البعد إلا حدّ مدّ الصوت.
وقال في (کشف الغُمَّة) : (إن امرأة كانت تأتي إلى مشهد الإمام عليهالسلام في النهار وتخدم الزوَّار ، فإذا جاء الليل سدّت باب الروضة وذهبت إلى سناباد) (٣).
وربّما يقال : (إن بعض التزيينات كانت توجد في بناء المأمون من بعض الديالمة إلى أن خرّبه الأمير سبکتکین ، وذلك لتعصُّبه وشدّته على الشيعة ، وكان خراباً إلى زمان يمين الدولة محمود بن سبکتکين) (٤).
قال ابن الأثير في (الكامل) في ضمن حوادث سنة ٤٢١ هـ : (وجُدّد عمارة المشهد بطوس الَّذي فيه قبر علي بن موسی الرضا عليهالسلام والرشيد ، وأحسن عمارته ، وكان أبوه سبکتکین أخربه ، وكان أهل طوس يؤذون من يزوره ، فمنعهم من ذلك ، وكان سبب فعله ؛ أنه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في المنام وهو يقول له : إلى متى هذا؟ فعلم أنه يريد أمر المشهد ، فأمر بعمارته) (٥).
__________________
(١) ينظر : أمالي الصدوق : ١٢٠ ح ١٠٩ / ٨.
(٢) كذا والأولى أن يقول رحمهالله : (مع أنه لم يكن بين) ليستقيم المعنى.
(٣) لم أعثر عليه في كشف الغُمَّة وربّما نقله رحمهالله من هامش نسخة أخرى للكتاب كانت عنده ، فيها تعاليق لأحد المتأخرين.
(٤) لم أهتد إلى مصدر قوله.
(٥) الكامل في التاريخ ٩ : ٤٠١.