[ترجمة إسماعيل بن جابر الجعفي]
وأمّا إسماعيل بن جابر الجعفي : فهو ثقة من أرباب الأُصول التي يرويها عنه الجمّ الغفير ، والجمع الكثير من الأجلّاء ، وصرّح بوثاقته غير واحد من أرباب الفن ، كصاحب (الحاوي) و (الوجيزة) و (المشتركات) ، ويروي عن الباقر ، والصادق ، والكاظم عليههم السلام أصابته لقوة ، فأمره الصادق ، فأتى قبر النبي وعلّمه کلمات ، فدعى بها فبرأ (٢) ، وقد يقال : الخثعمي ، وهو تصحيف الجعفي.
الموضع الثاني
فيما يتعلق بشرح المتن :
[أ] ـ لا ريب في أنَّ العلم مقرون بالعمل في كتاب الله كقول الله تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (٣) ، وقد فسّر الحكمة في قوله تعالى : وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ (٤) ـ إلى داود ـ الحكمة : بالعلم والعمل.
__________________
(١) حاوي الأقوال ١ : ١٤٤ رقم ٢٩ ، الوجيزة في الرجال : ٣٠ رقم ١٩٤ ، هداية المحدثین : ١٩.
(٢) اللقوة : داء في الوجه ، يعوج منه الشدق. ورد حديث اللّقوة في اختيار معرفة الرجال ٢ : ٤٥٠ ح ٣٤٩ ونصّه : «حدّثنا محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني علي بن الحسن ، قال : حدّثني ابن أورمة ، عن عثمان بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : أصابني لقوة في وجهی ، فلمَّا قدمنا المدينة دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ما الَّذي أرى بوجهك؟ قال : قلت : فاسدة ريح. قال : فقال لي : إئت قبر النبي صلىاللهعليهوآله ، فصلّ عنده ركعتين ، ثُمَّ ضع يدك على وجهك ، ثُمَّ قل : بسم الله وبالله هذا أحرج عليك من عين إنس أو عين جن ، أو وجع أحرج عليك ، بالَّذي اتخذ إبراهيم خليلاً ، وكلّم موسى تكليماً ، وخلق عيسی من روح القدس ، لما هدأت وطفيت ، كما طفيت نار إبراهيم ، أطفئ بإذن الله ، أطفئ بإذن الله ، قال : فما عاودته إلا مرتين حَتَّى رجع وجهي ، فما عاد إليّ الساعة».
(٣) وردت بأكثر من موضع في القرآن الكريم في أوائل الآيات ، منها في سورة البقرة آية ٢٥.
(٤) سورة ص : من آية ٢٠.