وإذا قيل : عن رجل ، عن جعفي (١) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، فهو : عجلان صالح الثقة ، الَّذي قال له أبو عبد الله عليهالسلام : «يا أبا صالح ، كأنَّي أنظر إليك وإلى جنبي الناس يعرضون عليّ» (٢).
فلا إشكال في السند من جهة الرجل ، نعم ، الحديث معلّق في الاصطلاح ؛ لسقوط رجال السند من أوله (٣).
الموضع الثاني
في شرح ما يتعلَّق بالمتن :
[أ] ـ «من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال» : لمّا كان العالم أباً روحانياً لك ، وله عليك حقٌّ التربية ، وحقٌّ التعلُّم والتقدُّم ، وجب عليك توقيره وتعظيمه ، ورعاية الأدب معه ، ومع ذلك أن لا تكثر السؤال منه ، فإن ذلك قَدْ يؤذيه ويؤلمه ، إلّا مع إحراز رضائه بذلك.
[ب] ـ «ولا تأخذ بثوبه» : كناية عن الإلحاح في الطلب ، فإن ذلك أيضاً استخفاف به.
استحباب السلام في الشرع
[ج] ـ «فسلِّم عليهم جميعاً وخصّه بالتحيَّة دونهم» : بأن تخاطبه وتقول : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا فلان ، وتُسمِّيه بأشرف أسمائه ، وتصبر حَتَّی
__________________
(١) كذا ، والظاهر عن المفضل بن عمر الجعفي كما في بعض الأسانيد.
(٢) الحديث ورد في اختيار معرفة الرجال ٢ : ٧١٠ ح ٧٧٢.
(٣) هذه الفائدة صرّح المؤلف رحمهالله بنقلها من رجال الشيخ ، ولكني وبحسب الاستقصاء لم أجد لها أثراً ولا عيان في رجال الشيخ الطوسي قدس سره ، ولا في غيره من الكتب الرجالية المعروفة المشهورة والتي يطول سردها ، فلعله رحمهالله نقلها من تعليقة على نسخة مخطوطة لرجال الشيخ كتبها بعض الرجاليين المتأخرين ، وأدرجها المؤلف رحمهالله في كتابه هذا ، وهذا ليس ببعيد ، فلاحظ.