الموضع الثاني
في شرح المتن :
[أ] ـ «أصحابي» : والأصحاب جمع صحب مثل فرخ وأفراخ ، والصحابة جمع صاحب ، ولم يجمع فاعل على فَعالة إلّا هذا (١).
والصحابي على ما هو المختار عند جمهور أهل الحديث : (كلّ مسلم رأی النبي صلىاللهعليهوآله ، قیل : وروى عنه ، وقيل : أو رآه النبي صلىاللهعليهوآله ، قيل : وكان أهل الرواية عند وفاته مائة ألف وأربعة عشر ألفاً) (٢).
وذهب أصحابنا الإمامية إلى أنَّ وصف الصحبة مع النبي صلىاللهعليهوآله لا يصير بنفسه سبباً لحسن المتَّصف بها ، فضلاً عن أن يصير بها موثَّقاً عادلاً ، وإنَّ الحكم بتعديل الصحابي وتوثيقه ، أو مدحه وحسنه كغيره يحتاج إلى ثبوت الإيمان أولاً ، ثُمَّ العدالة من اجتناب الكبائر ، وعدم الإصرار على الصغائر ، أو ما هو سبب للمدح ممَّا هو مذكور في محلّه ، وهذا واضح لا يحتاج إلى دليل وبرهان بعد الرجوع إلى أوصاف المؤمنين والفسَّاق في كتاب الله عزَّ وجلَّ ، وإن المناط في الجرح والتعديل هو الإطاعة والعصيان (٣).
وأقوى دليل على عدم العبرة بمحض الصحبة قول أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة نهج البلاغة في تمييز الأحاديث الصحيحة :
«وإنَّما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس : رجل منافق مظهر للإيمان ، متصنَّع بالإسلام ، لم يتأثم ولا يتحرَّج ، يكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) مجمع البحرين ٢ : ٥٨٥.
(٢) مجمع البحرين ٢ : ٥٨٥.
(٣) نفس الرحمن : ٥٩٠ باب مذهب الإمامية في الصحابة ، وفيه تفصيل الحديث ، فليراجع.