[محمّد بن مسلم الثقفي]
وأمّا محمّد بن مسلم ، فقد قال النجاشي : (محمّد بن مسلم بن رياح ، أبو جعفر ، الأوقص ، الطحّان ، مولی ثقيف الأعور ، وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ورع ، صحب أبا جعفر وأبا عبد الله عليهماالسلام وروي عنهما ، وكان من أوثق الناس.
له كتاب يسمَّى : (الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام) ... إلى أن قال : ومات محمّد بن مسلم سنة ١٥٠ هـ) (١).
قلت : وهو الَّذي قال أبو عبد الله في حقّه لمّا قال له ابن أبي يعفور : إنه ليس كل ساعة ألقاك ، [ولا يمكن القدوم ، ويجيء الرجل من أصحابنا ، فيسألني وليس عندي كلّ ما يسألني عنه ، قال :] (٢) فما يمنعك عن محمّد بن مسلم الثقفي ، فإنَّه قَدْ سمع من أبي ، وكان عنده وجيهاً (٣).
وما أورده الكَشِّي ممَّا يدل على ذمِّه (٤) ، مجاب عنه بمثل ما أجاب به الصادق عليهالسلام عن ذم زُرارة (٥) ، فتأمَّل.
الموضع الثاني
في شرح المتن :
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٢٣ رقم ٨٨٢.
(٢) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٨٢ ح ٢٧٣.
(٤) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٨٣.
(٥) حمل الأصحاب أخبار الذم ممَّا ورد في ذمّ زرارة ونظرائه من أجلّاء الأصحاب على التقية ؛ حفظاً لهم وحقناً لدمائهم ، ويدل على صحَّة هذا الحمل ما ورد من الروايات ، من الاعتذار عن ذمهم مثل قول الصادق عليهالسلام لعبد الله بن زرارة : «اقرأ منّي على والدك السلام ، وقل له إني إنما أعيبك دفاعاً منِّي عنك ، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كلّ من قرّبناه وحمدنا مكانه ؛ لإدخال الأذى فيمن نحبّه ونقرّبه ، ويذمونه لمحبتنا له ، وقربه ودنوه منا».