الحديث الواحد والعشرون
[من لوازم العلم]
[٨٨] ـ قال رحمهالله : وعنه ، عن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القدّاح ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : «جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، ما العلم؟ قال : الإنصاتُ قال : ثُمَّ مه يا رسول الله (١)؟ قال : الاستماع ، قال : ثُمَّ مه؟ قال : الحفظ ، قال : ثُمَّ مه؟ قال : العمل به ، قال : ثُمَّ مه يا رسول الله؟ قال : نشره» (٢).
أقول : مرجع الضمير كما تقدّم ، ورجال السند معلومو الحال ، وأمّا شرح المتن :
[أ] ـ «والإنصات» : (هو السكوت عند الاستماع) (٣) ، فإن كثرة المجادلة عند العالم توجب الحرمان من الانتفاع بعلمه ، والسكوت وسيلة إلى حصول العلم وأول مقدماته ؛ ولذا وقع في الجواب عن السؤال عن حقيقته تجوُّزٌ ومبالغةٌ في اشتراطه به ، وكذا ما بعده.
[ب] ـ «ثم مه» : أصل (مه) (ما) حُذفت الألف وزيدت الهاء للوقف.
[ج] ـ «قال : الاستماع» : يعني للعلم ، طلباً لسماع الحديث ، وذِكرُ الاستماع بعد الإنصات قرينة على أنَّ المراد من الإنصات هو السكوت فقط ، وإلا فالإنصات لغة هو السكوت للاستماع ، وكيف كان فهما إشارتان إلى سببين من أسباب حصول العلم ، فإنَّ المتعلّم لا بدّ له من السكوت والإصغاء لما يُملي عليه معلّمُهُ.
__________________
(١) ليس في المصدر : (يا رسول الله).
(٢) معالم الدين : ١٩ ، الكافي ١ : ٤٨ ح ٤.
(٣) الصحاح ١ : ٢٦٨ ، بحار الأنوار ٢ : ٢٨ ح ٨.