إسماعيل ابن الإمام الصادق عليهالسلام
وكان عليهالسلام شديد المحبة لإسماعيل ، والبرِّ به ، والإشفاق عليه ، وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له ؛ لما ذكرنا من كبر سنه ، وميل أبيه إليه ، وإكرامه له ؛ ولما كان عليه من الجمال ، والكمال الصوري والمعنوي ، توفّي في حياة أبيه ، وحينما حُمل إلى البقيع للدفن كان الصادق عليهالسلام يضع جنازته على الأرض ويرفع عن وجهه الكفن ، بحيث يراه الناس ، فعل ذلك في أثناء الطريق ثلاث مرّات ليرى الناس موته ، وأنه لم يغب ، كما كان يظن به ذلك. ولمّا تحقّق موته رجع الأكثرون عن القول بإمامته ، وفرض طاعته ، وقال قوم : إنه لم يمت ، وإنَّما لُبس على الناس في أمره.
وقالت فرقة : إنَّه مات ، ولكن نصّ على ابنه محمّد : وهو الإمام بعد جعفر ، وهم المسمّون : بالقرامطة ، والمباركة ، وذهب جماعة : إلى أنه نصّ على محمّد جدّه الصادق دون إسماعيل ، ثُمَّ يسحبون الإمامة في ولده إلى آخر الزَّمان (١).
قال جدّي الأمجد السيِّد محمّد جدّ جدِّنا بحر العلوم : (وسخافة مذهبهم وبطلانه أظهر من أن يُبيّن ، مع أنه مبيّن بما لا مزيد عليه في محلّه) (٢).
__________________
(١) ينظر عن أحواله رضياللهعنه : معجم رجال الحديث ٤ : ٤٠ رقم ١٣١٦.
(٢) رسالة في تاريخ المعصومين : ١٥٣ ، وقال السيد بحر العلوم رحمهالله في (الفوائد الرجالية) ٣ : ٣٤٢ عند ترجمته ما نصّه : (المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن سعد. تبناه الأسود بن يغوث فأضيف إليه ، أحد الحواريين وثاني الأركان من السابقين الأولين ، عظيم القدر ، شريف المنزلة ، هاجر الهجرتين ، وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد ، وهو القائل ـ ببدر ـ : والله يا رسول الله : ما نقول كما قالت بنو إسرائيل : اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن أمامك ومن خلفك. فسر رسول الله صلىاللهعليهوآله حَتَّى رثي البشري في وجهه ، تجمعت فيه رضياللهعنه أنواع الفضائل ، وأخذ بمجامع المناقب من السبق ، والهجرة ، والعلم ، والنجدة ، والثبات ، والاستقامة ، والشرف ، والنجابة. زوّجه رسول الله صلىاللهعليهوآله (ضباعة) بنت الزبير بن عبد المطلب أخي عبد الله وأبي طالب لأبيهما وأمهما. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لو عُرض علم مقداد على سلمان الكفر ، ولو عرض علم سلمان على أبي ذر لكفر» وحديث الحضرمي عن ابي