أبوه محمّد بن أبي بكر
وأمّا محمّد بن أبي بكر أبوه ، فهو جليل القدر ، عظيم المنزلة من خواص علي عليهالسلام ، وُلد في حجّة الوداع ، وقُتل بمصر سنة ٣٨ من الهجرة في خلافة علي عليهالسلام ، واُحرق في جيفة حمار بمصر القديمة ، ولم يبق إلا رأسه الشريف ، فدفنه مولاه بمحراب المسجد ، وقيل تحت المئذنة ، وكان عاملاً على مصر من قبل علي عليهالسلام ، فمکث دون السنة ، ثُمَّ قتل (١).
قال في (معجم البلدان) عند ذكر من دُفن بالقرافة : (وقبر خال رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو أخو حليمة السعدية ـ ، وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق) (٢).
وقد ذكرنا سابقاً حديث أبي الحسن الرضا عليهالسلام في شأن المحمّدين الأربعة (٣).
وفي المروي عن موسی بن جعفر عليهالسلام ، المتضمن الذكر حوارييّ كل إمام ، قال عليهالسلام : «ثُمَّ ينادي منادٍ : أين حوارييّ علي بن أبي طالب وصي محمّد بن عبد الله رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثُمَّ التمار : مولى بني أسد ، واُويس القرني» (٤).
وعن الرضا عليهالسلام : «أنه دخل عليه جماعة من الشيعة ، فلم يأذن لهم بالجلوس : فقالوا : يابن رسول الله ، ما هذا الجفاء العظيم؟! قال : لدعواكم أنكم شيعة أمير
__________________
(١) ينظر مقتله وأحواله رضياللهعنه في : الغدير ١١ : ٦٦ ـ ٧١ ، والكتب الرجالية لهجت بأريج ذكره.
(٢) معجم البلدان ٥ : ١٤٣ ، وينظر عن مرقده : مراقد المعارف ٢ : ٢٤٤ رقم ٢١٦.
(٣) حديث المحامدة ورد في اختيار معرفة الرجال ١ : ٢٨٦ ح ١٢٥ ونصّه : عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : إن المحامدة تأبى أن يُعصى الله عز وجل ، قلت : ومن المحامدة؟ قال : محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومحمّد ابن أبي حذيفة ، ومحمّد ابن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أما محمّد بن أبي حذيفة ، فهو ابن عتبة بن ربيعة ، وهو ابن خال معاوية».
(٤) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٩ ح ٢٠.