[وقال ابن عنبة :] (١) (وفضائله أكثر من أن تحصى أو يحيط بها الوصف) (٢).
قصيدة الفرزدق
وذكر أبو نعيم : (أنه لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في حياة أبيه ، أو الوليد ، لم يمكنه أن يصل إلى الحجر من الزحام ، فنُصب له منبر إلى جانب زمزم ، وجلس ينظر إلى الناس ، وحوله جماعة من أعيان أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل زین العابدين ، فلمَّا انتهى إلى الحجر تنحَّى له الناس حَتَّى استلمه. فقال أهل الشام لهشام : من هذا؟ قال : لا أعرفه ـ مخافة أن يرغب أهل الشام في زین العابدین ـ.
فقال الفرزدق : أنا أعرفه ، ثُمَّ أنشد :
هذا الَّذي تعرفُ البطحاءُ وطأتُهُ |
|
والبيتُ يعرفُهُ والحِلُّ والحَرَمُ |
هذا ابنُ خيرِ عبادِ اللهِ كُلِّهِمُ |
|
هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلَمُ |
إذا رأتهُ قريشٌ قال قائِلُهُمْ |
|
إلى مكارِمِ هذا ينتهي الكَرَمُ |
يُنمي إلى ذِروَةِ العزِّ التي قَصُرَتْ |
|
عن نيلِها عَرَبُ الإسلامِ والعَجَمُ |
إلى أن قال :
هذا ابنُ فاطمةٍ إن كُنتَ جاهِلَهُ |
|
بِجَدِّهِ أنبياءُ اللهِ قَدْ خُتِمُوا |
فَلَيْسَ قولُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ |
|
العُربُ تَعرِفُ مَنْ أنكَرتَ والعَجَمُ (٣) |
والقصيدة مشهورة ، ذكر منها ابن الأثير في النهاية ، في (ج. ن. هـ) بيتاً ، وأشار إليها ، وقال : (إنها من شعر الفرزدق في علي بن الحسين ، زین العابدين) (٤).
__________________
(١) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنى.
(٢) عمدة الطالب : ١٩٣.
(٣) حلية الأولياء ٣ : ١٦٣ رقم ٣٥٦٠ ، شرح دیوان الفرزدق : ٤٠٢ مع اختلاف في ترتيب الأبيات.
(٤) النهاية في غريب الحديث ١ : ٣٠٩ مادة : (ج. ن. هـ) ، و ٢ : ٢٨ مادة : (خ. ي. ز. ر. ا. ن).