عليه شيء رقيق ، كهيئة الثوب ، يسطع نوره حَتَّى أضاء البيت ، فأبصرناه ، فأخذته فوضعته في حجري ، ونزعت عنه ذلك الغشاء.
فجاء الرضا عليهالسلام ففتح الباب ، وقد فرغنا من أمره ، فأخذه فوضعه في المهد ، وقال : يا حكيمة إلزمي مهده. قالت : فلمَّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ، [ثُمَّ نظر يمينه ويساره] (١) ، ثُمَّ قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمّداً رسول الله. فقمتُ ذَعِرَةً فَزِعَةً ، فأتيت أبا الحسن عليهالسلام ، فقلت له : قَدْ سمعت من هذا الصبي عجباً. فقال : ما ذاك؟ فأخبرته الخبر ، فقال : يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر) ، انتهى (٢).
وحكيمة بالكاف ـ كما صرّح به جدّي بحر العلوم رحمهالله : (وأمّا حليمة ـ باللام ـ فمن تصحيف العوام) (٣).
قلت : وفي جبال طريق بهبهان مزار ، يُنسب إليها ، يزوره المتردِّدون من الشيعة (٤).
فاطمة المعروفة بمعصومة قم
وأمّا فاطمة : فقد روى الصدوق في (ثواب الأعمال) ، و (العيون) أيضاً ، بإسناده ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن فاطمة بنت موسی بن جعفر عليهاالسلام؟ فقال : «من زارها فله الجنَّة» (٥).
وفي كامل الزيارة مثله ، وفيه أيضاً بإسناده عن ابن الرضا ـ أعني : الجواد عليهالسلام ـ
__________________
(١) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٢) مناقب آل أبي طالب عليهمالسلام ٣ : ٤٩٩.
(٣) الفوائد الرجالية ٢ : ٣١٦.
(٤) ينظر ترجمتها بالتفصيل في : مجموعة الآثار ٢ : ٢٢٩ رقم ٢٠.
(٥) ثواب الأعمال : ٩٨ ، عیون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٩٩ ح ١.