وقال رسول الله يوم فتح مكَّة : «يا أيُّها الناس إن الله قَدْ أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها. إنَّ العربية ليست بأبٍ والد (١) ، وإنَّما هو لسان ناطق ؛ فمن تكلَّم به فهو عربي ، ألّا إنّكم من آدم ، وآدم من التراب» (٢).
وهذا صريح في أنَّ التكلَّم بلغة العرب وحده لا فخر فيه ، بل المناط هو التقوى. وفي (الفتوحات المكية) في الباب السادس والستين وثلاثمائة : (أن وزراء المهدي عليهالسلام من الأعاجم ، ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلَّمون إلا بالعربية ، لهم حافظ ليس من جنسهم) ، انتهى (٣).
بل المستفاد من خطبة أمير المؤمنين فيما يتعلق بإخباره عن القائم عليهالسلام ، حيث يقول فيها : «وكأنَّي أسمع صهيل خيلهم ، وطمطمة رجالهم» (٤) ، إنَّهم يتكلَّمون بالفارسية.
قال في البحار : (الطمطمة) : اللُّغة العجمية ، ورجل طمطمي : في لسانه عجمة. وأشار عليهالسلام بذلك إلى أن عسكرهم من العجم) ، انتهی (٥).
ولا ينافي ما ذكره صاحب الفتوحات ؛ إذ لعلَّ التكلُّم بالعربي لوزرائه خاصة دون بقية الجيش.
وفي حياة الحيوان : عن ابن عمر : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «رأيت غنماً سوداً دخلت فيها غنم كثير بيض». قالوا : فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال : «العجم
__________________
(١) في تفسير القمي ٢ : ٩٤ (ليست بأبٍ وجد) ، وفي ٢ : ٣٢٢ (بابٍ ووالدة) والأخير أقرب للسياق.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٣٢٢.
(٣) الفتوحات المكية ٣ : ٣٢٨.
(٤) الكافي ٨ : ٦٣ ح ٢٢.
(٥) بحار الأنوار ٥١ : ١٢٨.