[د] ـ «قال : الحفظ» : أي حفظ العلم وضبطه ، وفيه إشارة إلى سبب بقائه ، ولا بدَّ منه ؛ إذ لا ينفع الإنصات والاستماع بدونه ، ولعلَّ المراد منه الحث على الكتابة بخصوصها ؛ إذ لا يأمن الحفظ من النسيان ؛ ولذا قيل : ما حُفظ فرّ وما کُتِبَ فرَّ (١) ، كما وردت به الرواية ، والأخبار بشأن الكتابة مستفيضة قَدْ ذكرناها في الجزء الأول عند تفسير قوله تعالى : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (٢).
[هـ] ـ وأمّا العمل فقد عرفت أنَّ الغرض الأصلي من العلم هو العمل به.
[و] ـ وأمّا نشر العلم بين الناس فقد وردت فيه جملة من الأخبار ، ففي الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قرأت في كتاب علي عليهالسلام أنَّ الله لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حَتَّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال ؛ لأنَّ العلم كان قبل الجهل» (٣).
ولعلَّ المراد التقدم بالشرف والرتبة ، وفيه بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام في هذه الآية : وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ (٤) ، قال : «ليكن الناس عندك في العلم سواء» (٥).
وبهذا الإسناد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «زكاة العلم أن تعلّمه عباد الله» (٦).
وقد ذكروا لوجه الشبه وجوهاً :
__________________
(١) تدوين السنة الشريفة : ٣٨١ وأوعز القول إلى السلف.
(٢) سورة العلق : من آية ١.
(٣) الكافي ١ : ٤١ ح ١.
(٤) سورة لقمان : ١٨.
(٥) الكافي ١ : ٤١ ح ٢.
(٦) الكافي ١ : ٤١ ح ٣.