الأول : إنَّ الزكاة حقُّ الله في المال بإزاء الإنعام ، فكذا التعليم.
الثاني : إنَّ الزكاة توجب نموَّ المال فكذا تعليم العلم يوجب نموَّهُ وزيادته ؛ لأنه شكر النعمة العلم ، والشكر يوجب زيادة النعمة.
الثالث : إنَّ الزكاة توجب طهارة المال عن الشُّبهات ، فكذا تعليم العلم يوجب طهارته عن الشكوك والشُّبَه.
الرابع : إنَّ الزكاة سبب لحفظ المال عن التلف ، فكذا التعليم يوجب حفظه عن الزوال.
وبالجملة : فما هو مذكور في الرواية ـ من الإنصات وما بعده ـ من أهمِّ وسائل حصول العلم وأوَّل مقدماته ؛ ولذا وقع في جواب السؤال بـ(ما) الاستفهامية الَّذي هو سؤال عن الحقيقة غالباً ، وليس ذلك إلّا تجوُّزاً ومبالغة في اشتراطه به.
هذا ولا ينبغي أن يمتنع من بذل العلم لأحد لكونه غير صحيح النيَّة ، فإنه يُرجى له صحَّتها ، فقد جاء في الآثار عن بعض العلماء الأخيار أنه قال : طلبنا العلى لغير الله ، فأبى أن يكون إلّا لله.
وقال بعضهم : (فأوصلنا إلى الله) (١).
وذكرنا نظير ذلك فيما تقدّم ، بل اللازم عليه أن يجتهد كلّ الجهد على نشره ، وإذاعته ببذله ، والترغيب فيه ، ولاسيَّما في مثل زماننا هذا الَّذي كادت تندرس فيه أثار الوحي ، والنبوة ، والأئمة عليهمالسلام بالكلّية ، فإنَّ بذل الجهد في إشاعة الحديث ، وإفادته ، واستفادته في يومنا هذا من أهمِّ الواجبات.
__________________
(١) وصول الأخبار : ١٢٥.