وشبّه المحقّق الطوسي رحمهالله العلم بالصورة والعمل بالمادة وقال : (وكما لا وجود للمادة بلا صورة ، ولا ثيات للصورة بلا مادة ، فكذلك لا وجود لعمل بلا علم ، ولا ثيات لعلم بلا عمل ، وباجتماعهما يحصل الغرض الأصلي من خلق الإنسان) (١).
وقال حكيم : (القلب ميِّت وحياته بالعلم ، والعلم ميِّت وحياته بالطلب ، والطلب ضعیف وقوته بالمدارسة ، فإذا قوي بالمدارسة فهو محتجب ، وإظهاره بالمناظرة ، فإذا ظهر بالمناظرة فهو عقيم ، ونتاجه بالعمل ، فإذا زُوِّجَ العلم بالعمل توالد وتناسل ملكاً أبدياً لا آخر له) (٢).
وقال أفلاطون الحكيم في كتاب (معادلة التفس) ـ وهي من الصدئ المنسوبة إليه ـ مخاطباً بها ومعاذلاً لها : (يا نفس ، هذه رتب جماعة ثلاث ، فكوني على أشرفها ، وأجملها : وأدناها رتبة : عامل غير عالم ، كرجل دي سلاح لا شجاعة له ، وما يصنع الجبان بالسلاح؟
والرتبة الثانية : رجل عالم غیر عامل ، كرجل شجاع ولا سلاح معه ، وكيف يلقى عدوه ولا سلاح معه؟ غير أنَّ الشجاع على السلاح أقدر من الجبان على السلاح.
والرتبة الثالثة : هي رجل عالم عامل ، كرجل ذي شجاعة وسلاح ، وهذه ينبغي أن تكون الرتبة الشريفة) (٣).
ومن هنا قيل : العلم بلا عمل كالشجرة بلا ثمر ، أو كالحمل على جمل.
__________________
(١) شرح اُصول الكافي ٢ : ١٤٢.
(٢) تفسير الرازي ٢ : ١٩٣.
(٣) لم أهتد إلى مصادر هذا القول.