القربة في سائر العبادات ، كما ورد في الخبر : اطلبوا العلم ولو لغير الله ، فإنه ينجرّ إلى الله) ، انتهت الحكاية (١).
ويؤيده ما رُوي عن طريق العامَّة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله : «من طلب العلم لغير الله لم يخرج من الدنيا حَتَّى يأتي عليه العلم [فيكون لله]» (٢).
وقال في (شرح نهج البلاغة) : (الزهد هو الإعراض عن غير الله. وقد يكون ظاهراً ، وقد يكون باطناً ، إن المنتفع به هو الباطن ، قال صلىاللهعليهوآله : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ، وإنَّما ينظر إلى قلوبكم ونيَّاتكم ، نعم ، وإنْ كان لا بدّ من الزهد الظاهري أولاً ؛ إذ الزهد الحقيقي مبدأ السلوك لا يتحقق ، والسبب فيه أن اللّذات البدنية حاضرة ، والغاية العقلية التي يطلبها الزاهد الحقيقي غير متصورة له في مبدأ الأمر ، وأمّا الظاهري فهو ممكن متيسّر لمن قصده ؛ لتيسّر غایته وهي الرياء والسمعة ؛ ولذلك قال صلىاللهعليهوآله : «الرياء قنطرة الإخلاص») ، انتهى (٣).
__________________
(١) الوافية : ١٦ مقدمة المحقق ، عن قصص العلماء للتنكابني.
(٢) تفسير الرازي ٢ : ١٨٠ ، وما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) شرح مئة كلمة لأمير المؤمنين عليهالسلام للبحرانی : ٣٦ باختلاف يسیر.